«لو كنت أعرف قبل الحرب ما أعرفه الآن، من عدم وجود أسلحة محظورة فى العراق، فإنى كنت سأقوم بدخول العراق».. هذا هو اعتراف بوش الابن، بعد غزو العراق وسقوط بغداد، وتحطيم تمثال صدام أمام شيراتون بواسطة دبابة أمريكية، وسلب البنوك ومركز الأبحاث النووية فى «التوثية»، وسرقة 170 ألف قطعة تاريخية من المتحف العراقى، و140 ألف قتيل عراقى، والأشد خطورة هو تدمير وحدة الشعب العراقى، وإشعال الفتن الطائفية، واستدعاء الخونة والعملاء العراقيين من الخارج، لاستكمال مهمة تقسيم العراق، والقضاء تماما على بوابة العرب الشرقية.
حط الغباء التاريخى على صدام حسين، وأدار الأزمة لصالح أمريكا، التى قررت بعد 11 سبتمبر القضاء عليه، وكلما قدم تنازلات طلبوا منه مزيدا من التنازلات، فبدا كمن يخلع ملابسه قطعة قطعة، اتهموه أولا بامتلاك أسلحة دمار شامل، رغم تقارير المفتشين هانز بليكس وديفيد كى، بعدم العثور على أى أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية.. واتهموه-ثانيا- بالضلوع فى 11 سبتمبر، وعقد لقاءات بين المخابرات العراقية ومحمدعطا، أحد منفذى حادث برجى التجارة، وأثبتت تحقيقات لجنة خاصة شكلها الكونجرس، عدم التوصل إلى دليل ملموس لارتباط صدام بتنظيم القاعدة، واتخذ بوش قرار الحرب بعد معركة شرسة مع معارضيه فى الكونجرس.
واستسلمت الأمم المتحدة أمام الضغوط الأمريكية، لتأكدها أن الحرب قادمة رغم أنفها، وأصدر محلس الأمن قرارا هشا، بعودة لجان التفتيش إلى العراق، وإذا رفض صدام فسيتعرض لعواقب وخيمة، دون الإشارة إلى استعمال القوة، وبعد سقوط العراق اعترف السكرتير العام كوفى عنان، لإبراء ذمته أمام التاريخ، بأن الغزو كان منافيًا لميثاق الأمم المتحدة، وبدأت حملة «الصدمة والرعب» فى 20 مارس 2003 بريا وجويا، تفاديا لأخطاء حرب الخليج الثانية ولتقليل الخسائر، وجاء يوم 9 إبريل من نفس العام معلنا سقوط بغداد، بعد دفع أموال لقادة الجيش العراقى، للتخلى عن مراكزهم القيادية وتسليم أسلحتهم.. وبدأت الولايات المتحدة فى تنفيذ بروفة «الفوضى الخلاقة»، ونشرها فى دول الجحيم العربى، بإيقاظ الخونة والعملاء والإرهابيين، لتكرار نموذج العراق دون غزو أجنبى، وبأيدى عملاء محليين.. وغدًا الحلقة الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة