رغم أنها تصنف خطأ على أنها أفلام مهرجانات وليست تجارية، وتكتفى فى كثير من الأحيان بأن تكتسب سمعة طيبة إلى حد ما من المهرجانات للترويج لها على الأقل فى الوسط السينمائى قبل عرضها تجاريا فإن الأمر لم يكن كذلك فيما يتعلق بالفيلمين اللذين يمثلان مصر فى المسابقة الدولية والعربية بمهرجان الإسكندرية السينمائى الذى انتهت فعالياته يوم الثلاثاء الماضى.
لم تأت الرياح بما تشتهى السفن وخسر فيلما «سعيكم مشكور يا برو» و«المرسى أبوالعباس» فى مواجهتهما الأولى مع جمهور السينما فى المهرجان، كل منهما بطريقة مختلفة، حيث تم توجيه انتقادات شديدة إلى مستوى فيلم «سعيكم مشكور يا برو» للمخرج عادل أديب، زادت شدتها لأنه كان هناك طموح لدى جمهور وضيوف المهرجان فى أن يروا عملا سينمائيا مميزا، خصوصا أنه مأخوذ عن الفيلم الأجنبى Death at a Funeral الذى حقق نجاحا قويا عند عرضه.
لكن النسخة المصرية من الفيلم لم تحظ بنفس القبول والنجاح اللذين حققهما الأصل الأمريكى، وأدت الانتقادات التى طالت العمل إلى بكاء بعض الوجوه الجديدة التى يقدمها الفيلم عقب المؤتمر الصحفى، وهى الوجوه التى قال عنها عادل أديب، إنه يقدمها للسينما المصرية من أجل التجديد الدائم فى دمائها والدفع بعناصر شبابية جديدة.
لم تكن هذه الأزمة الوحيدة التى واجهت الفيلم فى المهرجان، حيث تعرض للاستبعاد من المسابقة الدولية التى كان ضمن قائمة الأفلام المشاركة بها، وذلك بسبب أن نسخ الفيلم التى وصلت إلى إدارة المهرجان لم تتضمن ترجمة إنجليزية، وهو ما يخالف لائحة المسابقة، حيث قال الناقد محمد قناوى، مدير المهرجان، لـ«اليوم السابع»، إن لجنة تحكيم المسابقة الدولية لم تشاهد الفيلم من الأساس، لأن نسخته لم يتم ترجمتها للإنجليزية، وإن الفيلم ما زال فى المسابقة العربية، فيما قالت الجهة المنتجة للعمل، إنه لم يتم تبليغها كجهة إنتاجية للفيلم من إدارة المهرجان بأنهم فى المسابقة الدولية إلا قبل العرض بيوم، وهذا وقت غير كافٍ للترجمة.
وتدور أحداث الفيلم داخل سرادق عزاء يجتمع فيه كل أقارب العائلة، ويقوم ببطولته أحمد خليل، ودينا، وطارق التلمسانى، وبيومى فؤاد، وأحمد فتحى، وحسام داغر، ودانا حمدان، نور قدرى، ومجموعة من المواهب الشابة.
أما الفيلم المصرى الثانى «المرسى أبوالعباس» والذى يشارك فى المسابقة العربية وإنتاج مصرى مغربى مشترك، ومن المقرر عرضه تجاريا قريبا، فأشاد البعض بمستواه الفنى، لكنه لم يخل من الانتقادات، حيث أثيرت ضده عاصفة حادة وواجه اتهامات بالتطبيع لوجود شخصية يهودية بالعمل، حيث يبحث بطل الفيلم المغربى عن جذوره ليجدها تنتمى إلى أصول يهودية، كما أن الفيلم يشير إلى أن اليهودى يعيش حياة أفضل من العربى.
ورد صناع العمل على هذه الاتهامات، حيث قال مؤلف الفيلم عاطف عبداللطيف، إنه ليست لديه مشكلة فى التواصل مع الآخر، وهذا لا يعنى التطبيع مع إسرائيل، وإن هناك فرقا بين اليهودى والإسرائيلى، وفى النهاية كل شخص يرى الفيلم من وجهة نظره.
فيما قالت بطلة الفيلم المغربية إلهام بوعزيز إنه فى المغرب يعيش اليهودى مع المسلم كما يعيش المسيحى هنا فى مصر مع المسلم، وهناك الكثير من اليهود فى المغرب متعاطفون مع القضية الفلسطينية، ولا يؤيدون الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، ولا أبالغ إذا قلت إنهم أكثر وطنية من الآخرين.
وتدور أحداث الفيلم بين مصر والمغرب، حيث تسرد أحداثه الصراع بين الماضى والحاضر، من خلال مجموعة من الأشخاص يبحثون عن الهوية، وذلك فى إطار تشويقى عبر عصور مختلفة، والعمل يلقى الضوء أيضًا على العلاقة الوطيدة التى تجمع دولتى مصر والمغرب منذ قديم الأزل.
والفيلم من بطولة أحمد عزمى ونورهان وسليمان عيد ولطفى لبيب وأيمن منصور وصبرى عبدالمنعم وعاطف عبداللطيف، ومن المغرب يشارك كل من النجوم يوسف الجندى، وإلهام بوعزيز، وحميد ناجاحى، وابتسام فوكادير، ومدير التصوير مايكل جورج، والماكيير المغربى عبدالجليل التاكى، وهو قصة عاطف عبداللطيف وإخراج عمرو منصور.