- لماذا حرصتِ على عرض فيلم الأم بمهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ31؟
الفيلم عرض من قبل فى سوريا، والحمد لله لاقى نجاحا كبيرا وأتذكر وقت عرض الفيلم كان السوريون يجلسون على سلالم دار العرض بسبب الكثافة الشديدة لأن الشعب السورى محب للحياة وللسينما، ثم سافر الفيلم إلى مهرجان وهران ومن بعدها جاء لمهرجان الإسكندرية والذى أعتز وأفتخر بمشاركتى فيه، لأن الشعب المصرى صاحب قلب طيب ويعشق ويحب السينما ويتعاطاها مثل «العيش»، والحمد لله ربنا أكرمنى بمحبة الشعب المصرى.
- هل قابلتك صعوبة فى تصوير دورك بفيلم الأم خاصة أن التصوير كله تم فى سوريا وسط ظروف الحرب؟
بدأنا تصويره مع المخرج باسل الخطيب منذ 2014 وحقيقة الوضع السورى صعب فى كل مناحى الحياة، وليس فى السينما فقط، ولكن لم تقابلنا مشكلات سوى «الصقيع»، فأغلب فريق العمل أصيب بنزلات برد بسبب ظروف الجو، والخوف شعور إنسانى طبيعى ولكن خيارنا هو أن نبقى فى سوريا وأن نعمل فى سوريا وأن نحارب الإرهاب والدمار والحرب بعملنا وبإنتاج أفلام سينمائية، إلى جانب أنه لم يكن هناك مبرر لنصور خارج سوريا، فالفيلم مضن ومعنى بهذه الأرض، أرض سوريا.
- هل كان قرار تنازلك عن أنوثتك بالفيلم والظهور بوجه شاحب وبدون مكياج قراراً صعباً عليك؟
لم يكن صعبا، فهو ألف باء تحضير للشخصية، وأردت أن أقدم «فاتن» من لحم ودم، ووجدت أنه يجب علىّ أن أقدمها بدون مكياج وبوجه شاحب حتى يصدقنى الجمهور وتصل رسالتى لهم، فالمكياج والملابس جزء لا يتجزأ من مفردات أى شخصية يلعبها الممثل سواء فى الدراما والتليفزيون والسينما بالطبع، ودائما يحدث بينى وبين المخرج والإستايلست عدد من النقاشات حول تلك المفردات، ولكن الشراكة بينى وبين باسل تجعلنا متفاهمين بشكل كبير ونتفق على نفس الأشياء خاصة أنه يجمعنى بباسل تناغم فكرى وفنى وهناك ثقة متبادلة بيننا، ونقوم معا بالتجارب إلى أن نصل إلى أفضل نتيجة، وبالتالى نعتمدها ونعمل عليها.
- البعض قد يرى أنه كان من الأفضل أن تظهر مشاهد عنف تعبر عما يحدث بسوريا، ولكن هذا لم نره بالعمل فما هى وجهة نظرك؟
الشراكة بينى وبين المخرج باسل الخطيب بنيت على أن أساس فكرة الفيلم ومحوره هو الإنسان باعتباره البوصلة، ولأنه أهم من السياسة ومن أى شىء آخر، والفكرة فى السينما هى أن تقدم المضمون بطريقتك وبأسلوبك الذى تريد أن تعبر به، فحرصنا بالفيلم على ألا نقدم مشهدا يخدش المشاهد، وفضلنا أن تكون شخصيتى بالفيلم شخصية فاتن هى الشخصية الحاملة لفكرة المحبة والتسامح والعودة إلى الحياة الطبيعية مع نبذ العنف والتمسك بإنسانيتنا مهما حدث، وخلاصة القول بالفيلم هو أن التسامح مفتاح الحياة من جديد، وأنه يجب أن ننسى خلافاتنا ونعود مرة أخرى يدا واحدة، وفى النهاية الفيلم عمل إبداعى ليس له شروط وتجربة قد تنجح وقد تفشل.
- فى فيلم الأم حملتِ الإرهابيين فى سوريا مسؤولية الخراب.. ألا تخشين من هجوم الذين يرون الرئيس السورى بشار الأسد هو المسؤول عن ذلك الخراب؟
الحقيقة هى أن الإرهابيين هم المسؤولون عما حل بسوريا، فأنا أعيش على أرضها وأعرف ما يحدث هناك ولا آخذ معلوماتى من التليفزيون ونشرات الأخبار، والشعب السورى يدفع الثمن بعيدا عن المعارضة أو النظام كنا فى بلد آمن وتسير حياتنا بكل خير بنفس النظام ونفس الدولة، فالحرية ليست بذبح البشر وهدم المساجد والكنائس، ولا أخاف من الهجوم، فأنا أتمنى كل الخير لبلدى، ولو جاءت الثورة فى سوريا بفكرة أو بمشروع كنا التففنا حولها، لكننا لم نر إلا الدمار والخراب والقتل والذبح، زمان كنا أحرارا لكننا الآن نعيش فى خوف، فالمعارضة الحقيقية هى المعارضة البناءة وهى عمل سامٍ ونبيل، وجميعنا ضد الفساد ولكن هل المقابل أن نقتل بعضا، والدم السورى أغلى من أى شىء آخر.
- شخصية «أم عادل» بفيلم «الأم» هى المرادف للوطن فماذا تمثل والدتك لكِ؟
أمى هى مصدر الإلهام لى فى كل شىء بحياتى، وبأعمالى وأطلب من الله أن يطيل عمرها لولاها ما كنت شيئا وعلاقتى بها هى علاقة صداقة وحب، وهى تعبت كثيرا معى منذ كنت صغيرة خاصة فى عملى ودائما ما كانت تدعمنى فى دراستى وتحصنى بنصائحها تعبت وبنت بيننا جدارا متينا من الثقة وحبى لها وحبها لى هو ما يجعلنى أحاول دائما أن أكون ابنة جيدة تفتخر بى.
- كيف تستطيعين إنجاز مهام عملك فى ظل الوضع السورى الصعب خاصة أنك مهمومة بالوطن بشكل كبير؟
الحزن على وطننا يعيش بداخلنا ويسكن جوانحنا، وأنا لا أنفصل أبدا عما يحدث من حولى، وذلك الحزن يولد لدى الطاقة للعمل إلى جانب حب الوطن وحب الحياة، فلن نقبل بأن نموت، وسوريا باقية إلى الأبد ولن تزول، ولا أخفى عليك أننى متفائلة جدا بمستقبل سوريا ظلمنا كثيرا ولم يقف إلى جوارنا إلا القليل، ونحن أصحاب حق والله عز وجل لا يضيع حقوق الناس.
- لماذا تحمستِ لإخراج فيلم «رسائل الكرز»؟
قصة الفيلم سمعتها من صديق صحفى بسوريا، وتحمست لها جدا ودخلت إلى قلبى وحقيقة استمتعت بالتجربة جيدا، والفيلم يشبهنى، وكنت أتعلم وأنا أعمل بالفيلم وعشت معه حالة خاصة لم أعشها من قبل، فأنا أحب التجارب وأعشق المغامرة ولا أخاف من اقتحام التجارب الجديدة.
- وما دور المخرج وائل رمضان فى الفيلم؟
وائل رمضان شريك معنوى وله خبرة كبيرة فى المجال، وهو فنان حقيقى، وكنت أستشيره فى بعض الأمور بأسئلة محددة، ولكنه لم يكن يتدخل فى وجهة نظرى بالعمل أو بالمنطقة الفنية، سواء بالتصوير أو الموسيقى وغيرها من الأمور الفنية.
- وكيف كانت كواليس العمل بالفيلم خاصة مع فنان بحجم غسان مسعود؟
كواليس العمل كانت جيدة جدا، واستمتعت بالعمل مع الفنان غسان مسعود، وأرهقته كثيرا بطلباتى، ولكنه كان متعاونا جدا داخل كواليس العمل، ولذلك أوجه له كل الشكر والتقدير على مشاركته بالعمل.
- لماذا فضلتِ أن يكون أول عرض عالمى لفيلمك رسائل الكرز فى مصر؟
مصر هى أم الفنون والجمهور المصرى ذواق وأهتم جدا به، ومن حسن حظى أنى أشارك فى المهرجان بعملين، وأتمنى أن تلاقى تجربة فيلم رسائل الكرز نجاحا فى مصر لأن هذا الفيلم به شىء من خلاصة روحى، فأنا أعشق الفن وعشقى للفن جعلنى حريصة على أن أبنى اسما له قيمة وأن أكون حذرة، لأن بناء الاسم والقيمة يحتاج إلى مشوار كبير وتركيز فى كل شىء، فمن السهل أن تكون مشهورا، لكن من الصعب أن يكون لك مكانة وقيمة.