القبض على وزير الزراعة والتحقيق معه بتهمة تلقى رشوة، فرصة ذهبية جاءت لجماعة الإخوان الإرهابية والمتحالفين معها وفريق الغربان الدوليين المنتظرين أى جثة ينهشون فيها، فالقضية التى تكشف حرص الحكومة على تطهير نفسها من الفساد والفاسدين حتى لو كان أحدهم يشغل منصب الوزير، تحولت مع الإخوان إلى فضيحة كبرى وحملة شائعات تطول معظم الوزراء تقريبا، وكأن من كشف القضية وسجل للمتهمين بالصوت والصورة ودفع الوزير للاستقالة وقبض عليه فور خروجه من مجلس الوزراء وأعلن تفاصيل التحقيق معه ومع المتهمين فى القضية، طرف خارجى مثلا أو صحفى نابه توصل إلى أطراف القضية وحققها!
وبدلا من تقديم التحية للحكومة على جهدها فى مواجهة الفساد حال ثبوته، تحولت القضية إلى مجال واسع للفتى والشائعات التى تنتشر بسرعة رهيبة على مواقع التواصل الاجتماعى، وكأن هناك اللهو الخفى العالم بكل بواطن الأمور يظهر حقائق خافية على الجميع وأولهم الحكومة.
لست فى معرض دفاع عن محلب ووزرائه، لكنى مندهش مما يلاقيه الرجل ومساعدوه من اتهامات وشائعات فى كل الأحوال وكأنهم يحفرون فى البحر، أو كأن هناك من يسعى لتيئيسهم وكفهم عن العمل، وأدعو كل عاقل صاحب ضمير أن يفكر بهدوء: لو كان مكان أى وزير فى حكومة الحرب الحالية، ما الذى يدفعه للعمل والإنتاج فى هذا المناخ المسموم إلا لو كان يعتبر نفسه فى مهمة انتحارية لخدمة بلده أو يقف على ثغر من ثغورها مدافعا عنها.
نعم هناك أخطاء واردة، ولكن لندع الأجهزة الرقابية تعلن عنها وعن ملابساتها بدقة، بدلا من الاستسلام لطوفان الشائعات التى يروجها اللهو الخفى ونستقبلها نحن بمنطق المتعاملين مع نظام مبارك، حيث الكراهية المتبادلة بين الشعب والنظام تفسد أى محاولة للإصلاح أو للتقدم.
ولنا أن نسأل أنفسنا، من يمثل النظام الحالى والحكومة؟ ألا يمثلون الغالبية الساحقة من الشعب الذى قام بثورة 30 يونيو؟ وكيف نصنف الإنجازات المهمة المتحققة خلال عام واحد من حكم الرئيس السيسى؟ أرجو أن نعمل عقولنا وضمائرنا عند تلقى أى شائعة مسمومة بدلا من أن نكون ناقلين لها.