منذ بدء الخليقة، عُرف المصرى بتدينه الفطرى الشديد، إلى حد التطرّف، ومن يرى التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة الملتحفة بالإسلام، اسما وشكلا فقط، يدرك أن المصرى وعبر العصور المختلفة، متدين إلى حد التطرّف.
وبالعودة بالذاكرة إلى بداية عصر الأسرات الفرعونية منذ أكثر من 5 آلاف و600 سنة، تكتشف مدى تطرف وجبروت الكهنة، وسيطرتهم ونفوذهم الكبير على كل المقدرات، واستمرت الحالة حتى مع ظهور الرسالات السماوية، سواء فى عهد سيدنا يوسف، وسيدنا موسى، وما تعرضا له من جبروت الكهنة، أو عند دخول المسيحية مصر، وتشدد كنيسة الإسكندرية، وأصبحت أكثر تطرفا من نظيرتها الغربية.
ومع دخول الإسلام، ظهرت طوائف وجماعات وتنظيمات متشددة ومتطرفة، ومع ظهور جماعة الإخوان عام 1928، أظهرت تطرفا نعانى منه حتى كتابة هذه السطور، وخرجت من رحمها العديد من التنظيمات، مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة والجماعات الجهادية.
وتجلى التدين المصرى الفطرى، خلال الأيام القليلة الماضية، عندما كشفت الأجهزة الرقابية عن قضية الرشوة فى القضية المعروفة إعلاميا بـ(رشوة وزارة الزراعة)، حيث وجدنا من بين الرشاوى 16 تأشيرة حج، لزيارة الأراضى المقدسة، وفى نفس الوقت ما كشفته الإحصاءات الدولية بالأمم المتحدة، عن ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر، بما دفعها لاحتلال المرتبة الأولى عالميا بمعدل فاق 170 ألف حالة فى العام الأخير.
هذه الإحصائية تكشف واقعا مريرا، ما بين انتشار التطرّف الدينى، وصعود التيارات والجماعات والتنظيمات إلى رأس السلطة، وبين زيادة كبيرة فى معدلات الطلاق، لتدفع بمصر إلى احتلال المرتبة الأولى عالميا.
وأكدت الإحصائية أن الخلع، يأتى على رأس أسباب الطلاق، وعزت ذلك للظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية، فضلا عن نقص الوعى، وزيادة إدمان المخدرات، وانتشار المواقع الإباحية على الإنترنت، ووسائل الاتصال الحديثة، كل ذلك ساهم بشكل لافت فى زيادة معدلات الطلاق.
الإشكالية الكبرى، أنه وفى ظل الخطر الداهم من الزيادة الكبيرة فى نسبة الطلاق، وما يستتبعه ذلك على إفراط عقد التماسك الأسرى والمجتمعى، نجد غيابا كاملا للجهات المعنية، ووقوفها مكتوفة الأيدى فى مواجهة الظاهرة الخطيرة والتى انتشرت فى المجتمع المصرى انتشار النار فى الهشيم.
الإحصائيات أوضحت أن أعلى نسبة طلاق من الرجال فى الفئة العمرية ما بين سن 20 إلى 30 سنة، ولا يكاد يخلو بيت فى مصر من حالة طلاق، والجميع، دولة، ومراكز بحثية متخصصة، وعلماء، وإعلام غائبين تماما عن مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد استقرار المجتمع.
دندراوى الهوارى
نحن متدينون بالفطرة.. نرتشى للحج.. ونحتل المركز الأول فى الطلاق
الأحد، 13 سبتمبر 2015 12:00 م