لم أتخيل يوما أن الفريق أحمد شفيق، الذى دعمته وساندته فى الانتخابات الرئاسية أمام منافسه المعزول محمد مرسى، فى قمة جبروت الجماعة الإرهابية، وسيطرتهم على كل السلطات، قد خاب ظنى فيه بشكل لم أتخيّله.
الفريق أحمد شفيق، رأيت فيه رجل دولة، وطنى، لديه استعداد للتضحية بكل غال ونفيس من أجل مصلحة وطنه، وعندما خسر الانتخابات الرئاسية، قرر بإرادته الكاملة، ترك البلاد متوجها إلى الإمارات الشقيقة للإقامة هناك، تحت زعم أنه ذهب لتأدية العمرة، تارة، والخوف من تنكيل الإخوان به تارة أخرى، وفى الحالتين، عار سيلاحقه طوال تاريخه.
ارتضى الرجل أن يقيم فى الخارج، وعندما رحل الإخوان، بدأ يظهر وجها مغايرا، باحثا ومشتاقا للسلطة، والعمل على تحقيق مصلحته وطموحه الشخصى فقط، دون الوضع فى الاعتبار المصلحة العليا للوطن.
وبدلا من أن يطمئن ويستريح وهو على أعتاب الثمانين عاما من عمره، أن مصر عادت بقوة لأبنائها المخلصين بعد اختطافها عاما كاملا، وأن الذى يجلس على سدة الحكم حاليا وضع كفنه على يديه واتخذ قرار الوقوف مع الشعب، ثم اختاره المصريون فى شبه إجماع رئيسا للبلاد، بدأ شفيق وأعوانه الانقلاب على الرئيس عبدالفتاح السيسى، من خلال حملات الهجوم الضارى، ومحاولة التشكيك فى جدوى كل المشروعات، والعمل على تشويهها، جنبا إلى جنب بما يفعله الإخوان.
ووجدنا شخصا يُعد أحد أبرز مؤيدى أحمد شفيق، يهاجم السيسى ويصفه بأبشع الصفات التى يجرمها القانون، ويهاجم بألفاظ نابية وخارجة، كل من يعارض شفيق، باختلاق وقائع كاذبة، ووثائق مزيفة، ومزوّرة.
هذا المدعى يتمسح بأنه درس فى الكلية الحربية، وأصبح ضابطا، فى جهاز أمنى مهم، ولا نفهم طبيعة عمله الحقيقى، هل هو ضابط جيش بالفعل، أم ضابط شرطة، أم منتحلا صفة ضابط؟ وفى الأحوال الثلاثة، كيف للأجهزة الأمنية السماح له باستغلال اسم الجيش فى توجيه ألفاظ نابية للرئيس، ومعارضى شفيق، وهل بالفعل هناك من يدعمه بكل قوة من القيادات الحالية؟
شفيق ومؤيدوه، يلعبون نفس الدور السيئ الذى تلعبه جماعة الإخوان الإرهابية، من تشويه وتسخيف للمشروعات والقرارات، والإساءة البالغة للنظام الحالى، ونعته بألفاظ نابية يعاقب عليها القانون.
أحمد شفيق الهارب هروب المقاتل من الميدان خوفا على حياته من الإخوان، لا تعنيه مصر، ونغمة أنه ضحى كثيرا من أجل بلاده، مردود عليها بأن وطنه هو الذى منحه كل شىء، المال والجاه، والسلطة والنفوذ لسنوات طويلة، فلا يُصداع رؤوسنا، ويتبع معنا سياسة (المن)، وهى نفس السياسة التى يتبعها مؤيدوه، وإظهاره بأنه المضحى، وأن مصر لم تقدم له شيئا.