نعم لم تتحقق الثورة بهبتى يناير ويونيو ذلك لغياب التنظيم والأجندة الثورية فلم يتغير الواقع تغييراً جذرياً للأحسن. ولذا كان الجيش هو الأداة الوطنية للتغيير فتم تعديل مسار التغيير من التغيير الثورى إلى مسار التغيير الإصلاحى لتحقيق الثورة. وهذا يتطلب فى المقام الأول نظام وحكومة تمتلك الرؤية السياسية التى تدرك من خلالها حجم التغيير الذى حدث للمواطن بعد 25 / 30 وحجم الآمال والطموحات المتكاثرة لدى المواطن التى يجب تحقيقها إصلاحياً خاصة بعد إعلان الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية.
ولكن للأسف وحتى الآن لم نجد حكومة تمتلك هذه الرؤية السياسية وآخر الحكومات حكومة محلب التى قدمت استقالتها السبت الماضى وذلك لافتقادها لأى رؤية سياسية حيث كانت تعمل بأسلوب المقاول الذى يتابع العمليات فى الشارع على مدار الساعة حتى أصبح محلب يقوم بكل الأعمال عدا عمل رئيس الوزراء. فكانت حكومة تقليدية لا علاقة لها بالتغيير ولا علم لها بالسياسة حتى وجدنا حالات الفساد الوزارى الذى ليس هو بجديد ولكن الصدمة أن الاختيار لم يطرأ عليه جديد وكأنه لم يحدث.
25 / 30 أى عادت ريما لعادتها القديمة. ولا نعلم هل اختيار شريف إسماعيل كرئيس للوزراء يعنى تغييراً حقيقياً يأتى بوزارة تمتلك الرؤية السياسية وتدرك خطورة المرحلة فكراً وعملاً وليس كلاماً وشعارات بالرغم من أن شريف كان وزيراً فى أكثر من حكومة لا تمتلك أى رؤية. الأهم أن غياب الرؤية السياسية التى هى البوصلة التى تضبط إيقاع العمل الذى يهدف إلى تحقيق الاستراتيجية التى تحددها تلك الرؤية فلا نرى أى بصيص لهذا الأمل فى البرلمان المقبل. ودلالة ذلك تأتى من استقراء وتحليل ما حدث فى الترشيحات الشىء الذى يحعلنا نطرح الأسئلة الأتية : 1 – هل ترشح الأحزاب على مقاعد الفردى بهذه النسبة المتدنية وسيطرت المرشحين المستقلين والذين كانوا نواباً للحزب الوطنى أو بقايا لتيار الإسلام السياسى مما سيجعل الأغلبية لهولاء المستقلين فهل هذه الأغلبية تمتلك أى رؤية سياسية تمكنها من اختيار حكومة وإدارة العمل البرلمانى الذى يتطلب اتخاذ قرارات جماعية فى الرقابة والتشريع ؟ 2 – ما هو شكل البرلمان بعد تلك الممارسات التى تتم مثل تدخل الجهات الأمنية فى الانحياز لقائمة بذاتها سواء بالضغط للانضمام أو بالضغط للانسحاب مثل ما أعلن رئيس حزب الوفد فى ما يخص الانضمام لقائمة فى حب مصر وكما أعلن رئيس الحرس الجمهورى السابق فى طلب انسحابه من قائمة صحوة مصر. ناهيك عن الضغط على ممولى حملة صحوة مصر بالانسحاب من التمويل فهل هذه الممارسات وغيرها الكثير تتسق وتتوافق مع ما بعد 25 / 30 ومع الأمل فى ثورة إصلاحية لابد من إحداثها حتى نتخطى التحديات المحيطة بنا أم أننا نريد استعادة ممارسات الوطنى (خليهم يتسلوا) 3 – هل تصل الأمور إلى حد أن تتحول الانتخابات إلى استفتاء فيقوم النور بسحب قائمتين لتسهيل الأمور لقائمة فى حب مصر المدعية أنها قائمة النظام وبالطبع سيكون هذا فى مقابل عدم حل الحزب الدينى؟ الوطن وسلامته يتطلب الوضوح والصراحة فهذه ممارسات لا تبنى وطنا ولا تحقق ديمقراطية وتسرق الثورة لصالح المستغلين ولا عزاء للشعب الصابر والمنتظر. لا حل غير أن تكون مصر لكل المصريين.