صرخة أمى

دخان وألم ودم ونار، وأصوات بتجرى فى كل مكان، ووشوش بتضحك من جواها شماتة، وقلوب مكسورة من نار الفرقة محروقة، سمعت صوت بيصرخ من بعيد، أيوه عارفة دى مصر أمى الغالية جريت عليها خدتها فى حضنى وضمتها جوا صدرى، قلتلها مالك يا أمى صرخت وقالت احمينى يا ابنى، كل ما أقوم يوقعونى وفى الغلط يغرقونى سكاكين عايزة تقطع فى وأنا خايفة عليك يا ابن عمرى، بيقولوا كان هناك ناس ماتوا بالغلط، روحت اسأل عليهم منهم إلى من دمى ومنهم إلى غريب عنى، بس الغريب عنى ليه عليه حق، قلت دلونى راحوا توهونى، قالولى دخلوا الصحرا وهما عارفين إنها عليهم خطرة، مين وداهم قالك أمين وقالك مرشد، وأنا يا ابنى معرفش غلطة مين، الكل واقفلى ومستنى على الغلطة، نفسه يمص بيها دمى، جريت أدور عليك، ما أنا عارفاك دائمًا شايل همى، عمال بتبنى حيطان البيت، وتصب العمود جنب العمود لأجل ما يتلموا أخواتك ويعيشوا مستورين، بس اعمل فيهم آيه، مبقتش عارفة إن كانوا بيحبونى ولا بيكرهونى، وإللى يخيب منهم يفضّل يلعنى وإللى يفسد يقولوا معرفتش أربى، وأنا ذنبى إيه يا ابنى، إيدى واحدة ممدودة ليهم كلهم والحمل زاد عليه، طول عمرى بضلل عليهم وقلهم بصوا حواليه الدنيا كلها ماسكة فيه، والعيون عليه قام منهم إللى استهتر بيه ومنهم إللى خد سيرتى عملها فى بقه تسلية، لأجل ما يعلى ويبصوا عليه منهم إللى بيسمعه، ويقول شهد مكرر وهو علقم ومرار ملهمش غير سيرتى، ولما أسأله جبت ده كله منين يا ابنى شفت بعينك يقلى مشفتش ده حد قالى وأنا على ده الحال صبرة وساكتة وهقول بكرة يحسوا بقيمتى يوم يخلونى راسى لفوق، اجرى عليهم وابص فى عينيهم، وهما بيقولوا عاشت مصر أمى، ولو مرضت يفضلوا يكلموا بعض ويسيبوا الغريب ينهش فى لحمى، لا حد راح جابلى دوا ولا فهمنى دى تبقى غلطتى، يا ابنى الحمل زاد عليه بس عليك بأخواتك صحيهم قلهم إللى بيوجعنى من دمى وقسوة الغريب تهون طول ما أنت شالينى على كتافك وربنا يعينك يا سندى.