قاعدة رقم 1:
التبرير خسرنا كتير، لا تجتهد فى تبرير الخطأ، التبرير يضاعف الآثار الجانبية للخطأ ذاته، والتبرير على طريقة أهل الطبلة والنفاق فى الإعلام يضاعف من المأزق الذى سقطت فيه الدولة أصلا، والتبرير على طريقة كتيبة الخبراء الإستراتيجيين المتصدرة للمشهد بعد كل حادث إرهابى أو أمنى يعيد صياغة صورة أكثر هزلية وسذاجة لدولة لا يفترض بها أن تكون كذلك، فقط اعترف بالخطأ واعتذر عنه، وحقق فى ملابساته، وحاسب من قصر، وعاقب من أهمل، تلك طريقة تمنحك احترام العالم، وثقة الناس، والأهم تضمن لك عدم تكرار الخطأ فى وطن لم يعد يحتمل المزيد من الأخطاء.
قاعدة رقم 2:
إياك أن تقع فى الفخ .. لا تسر فى ركب «الزيطة» والشائعات ولا تسمح لهواك السياسى بأن يغلب هواك الوطنى، ولا ترتكب أيًّا من الحماقات التى قد ينتج عنها إصابة يد الجندى أو الضابط الذى يصد عن هذا الوطن شرور الإرهاب بالارتعاش أو الخوف من احتضان الزناد للرد على الإرهابيين والمسلحين.
قاعدة رقم 3:
لا تدخل غرف المونتاج.. لا تتعامل بالقطعة ولا بمنطق اجتزاء السياق مع أزمة كارثة الواحات، الحادث الذى نتج عنه مقتل سياح المكسيك وعدد من المصريين عن طريق الخطأ فى منطقة شهدت على مدار الساعات السابقة للحادث اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المصرية وعناصر مسلحة من الإرهابيين، هذا الحادث يحتاج منك إلى تجميع كل مشاهده فى صورة واحدة حتى تتضح الرؤية، ولا يؤدى تعاملك معه بتهوين أو تبرير إلى تشويه صورة هذا الوطن، أو يؤدى تعاملك معه بتضخيم ومبالغة وتربص إلى تدمير أو تشويه القوات المسلحة أو زعزعة حائط الصد الأمنى الذى يواجه إرهابا تعلم أنت أكثر منى أنه نجح فى تفكيك وتدمير دول الجوار العراق وسوريا وليبيا.
القاعدة رقم 4:
الاتفاق لا يفسد الود.. دعنا نتفق على أن ما حدث فى الواحات كارثة كبيرة ستدفع مصر ثمنها سياحيا على أقل تقدير، لذا لا تحترم تبريرات كل من يريدون الترويج إلى أن ما حدث طبيعى وخطأ صغير لا يستوجب الندم والاعتذار والتحقيق والمراجعة، ودعنا نتفق أيضا أن تداعيات هذه الأزمة على المستوى الدولى ستكون خطيرة وستكون مادة يستخدمها المتربصون من الإخوان وغيرهم من أجل التشكيك فى الجيش والمنظومة الأمنية التى تواجه الإرهاب، ودعنا نتفق للمرة الثالثة أن الصورة الكاملة للحادث تقتضى منك أن تتفهم طبيعة المنطقة التى شهدت الحادث كصحراء واسعة نخشى تحولها إلى منطقة خطرة كسيناء يسكنها الإرهاب، لأنها تجاور أخطر المناطق الحدودية مع ليبيا التى أصبحت معبرا لتدريب الإرهابيين وتسليحهم، وأن الاشتباكات فيها بين القوات المصرية والإرهابيين مستمرة منذ فترة، وبناء عليه لا تسمح لنفسك أو لآخرين أن يستغلوا هذا الحادث فى قطع رقبة قوات الأمن أو زعزعة وضع القوات المرابضة هناك.
حادث الواحات درس جديد لبلد حربه مع الإرهاب ستظل مستمرة حتى وقت غير معلوم، لذا التعامل معه بالفحص والتحقيق لا التدمير والتشكيك هو الأهم حتى تستخلص منه الخطأ لعقاب المقصر وسد مناطق الإهمال، وبالتالى لا يجوز أبدا أن تنظر لخطأ واحد وكأنه نهاية بينما تغفل وتنسى وتهون من الخطأ القاتل الذى ارتكبه الفوج السياحى بالخروج إلى منطقة محظورة، كما تغفل وتتناسى الإهمال وغياب التنسيق بين القطاعات المختلفة أمنيا وسياحيا فى ترتيب مثل هذه الرحلات.