لتأكيد أن العبث يسيطر على المشهد العام طوال 4 سنوات كاملة، وتحديدا منذ ثورة 25 يناير 2011، وحتى الآن، تجد اتحاد ملاك الثورة ونحانيحها ونشطائها، الذى حملوا كل أنواع العداء للفريق أحمد شفيق، ودشنوا مصطلحات الإهانة للرجل، من عينة (بلوڤر) أحمد شفيق، وبمبونى الفريق، وما بيننا وبين شفيق (دم)، واعصروا ليمون واختاروا مرسى، وتقديم بلاغات رسمية ضده تتضمن اتهامات مسيئة للسمعة والشرف، وطالبوا بمحاكمته.
وعندما خسر فى الانتخابات الرئاسية أمام المعزول محمد مرسى، وقرر مغادرة البلاد عقب إعلان النتيجة، دشنوا (هاشتاجات) على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، تسفه وتسخف الرجل، وأنه سيؤدى العمرة فى الإمارات بدلا من زيارة الأماكن المقدسة بالمملكة العربية السعودية.
ومارس اتحاد ملاك ثورة يناير، كل أنواع الضغط والترهيب ضد كل مقدمى البرامج بالقنوات الفضائية المختلفة، والصحفيين الذين أجروا حوارات مع أحمد شفيق، واتهموهم، بالفلول ومساندة رموز مبارك، وطالبوا بكل وضوح عدم استضافته، وكان يتزعم هذا الاتحاد، علاء الأسوانى الذى فرد عضلاته ضد شفيق فى برنامج يسرى فودة، وهى الحلقة التى كانت السبب الرئيسى فى الإطاحة به من رئاسة الحكومة.
وبعد كل هذا العداء الشخصى والسياسى الشديد، بدأ اتحاد ملاك يناير، وحواريه، توظيف تصريحات أحمد شفيق النارية، خلال الأيام القليلة الماضية، ضد نظام السيسى، ووضعوا خطة تأييد والدفاع عن الرجل، والعمل بمبدأ (عدو عدوى صديقى).
إذن الأمر ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بالمصلحة العامة للوطن، أو بالخصومة السياسية، وإنما الهدف فقط تحقيق مصالح خاصة، وعداء وحقد شخصى غير مبرر، ومن كانوا بالأمس يهتفون ويهينون شفيق فى الميادين، ويعقدون المؤتمرات المساندة لمنافسه محمد مرسى فى فيرمونت، ويهددون المجلس العسكرى السابق، بإحراق مصر لو فاز شفيق، نجدهم اليوم يدافعون عنه، ليس من باب المراجعات الفكرية، أو الندم، ولكن من باب خصومتهم الشخصية وليس السياسية، مع نظام السيسى.
هذا الانقلاب الدراماتيكى، ما بين العداء الشديد غير المبرر، اللهم إلا إبعاده من رئاسة الحكومة، ثم منعه بالقوة والتزوير من الوصول لمقعد الرئاسة، والتجهيز لتقديمه للمحاكمة، إلى المساندة والدعم لشفيق، حاليا، ثم الهجوم على كل من يرفض إجراء حوارات تليفزيونية، وصحفية معه إنما يمثل انتحار المبادئ والقيم الأخلاقية والوطنية.
ثوار يناير الأدعياء، ومؤيدو شفيق بدأوا يرددون أن عدم استضافة البرامج للرجل يمثل قمعا وديكتاتورية، كما أن عدم إسقاط القضايا ضده تمهيدا لعودته للبلاد، يعد ظلما شديدا.
المصيبة أن أحمد شفيق سعيد بهذا الدعم من نحانيح يناير، ومن كان يصفهم بالأمس بالنكسحية، اليوم يصفهم بالوطنيين، كما أن مؤيدى الرجل صاحب موقعة البلوفر الشهيرة، سعداء بدعم الثوار الأدعياء، ونشطاء السبوبة، ووضعوا أيديهم فى أيدى بعض، للهجوم على نظام السيسى وتأجيج الأوضاع فى البلاد.
التنسيق والدعم بين مؤيدى شفيق وثوار يناير الأدعياء، يتزايد يوما بعد يوم، وتحت إشراف كامل من شفيق الذى يدير الأمر برمته (بالريموت كنترول) من الخارج، فى وصلة غرام أفاع شديدة السمية على حياة الوطن.