نعم، وبكل أسف أصبحت أخشى من التغيير قولا وفعلا، فقد نجحت الأنظمة المختلفة التى حكمت مصر منذ إطلاق قطار التغيير أن تحبطنا، وأن ترسخ داخلنا الكفر بحلم التغيير، فمنذ قيام ثورة يناير 2011 وحلم التغيير يتحول دائما لكابوس، من نظام مبارك لمرحلة انتقالية تخطف فيها الثورة من تجار الدين، بداية من لجنة إخوانية لتعديل الدستور عينها المجلس العسكرى السابق، ثم برلمان تطغى فيه الدقون عن التشريعات، ثم رئيسا يختار أن يكون رئيسا لأهله وعشيرته من الجماعة الإخوانية.
ثم نفكر فيما يسمى بتعديل المسار أو إنقاذ ثورة يناير من خاطفها فتقوم ثورة يونيو، ظنا منها أنه ما زال هناك أمل فى تحقيق حلم التغيير، وبالفعل بدأنا بخطوة أراها الخطوة الوحيدة التى مشيناها فى طريق الحلم وهى «الدستور أولا»، ولجنة العشرة يعقبها لجنة الخمسين لكتابة الدستور، ثم دستورا يعد مثاليا بالنسبة للظروف والأحوال التى كتب فيها هذا الدستور، ولكنه للأسف كتب بـ«نوايا حسنة لا تبنى أوطانا»!! فتم استكمال الطريق فى إحباطنا، وهدم حلم التغيير من جذروه فبعد تجميد هذا الدستور منذ التصويت عليه، وصلنا لانتهاك هذا الدستور انتهاكا يكاد يصل إلى مرحلة هتك عرض هذا الدستور، خاصة فى الآونة الأخيرة عن طريق دعاة تعديل الدستور قبل تطبيقه.
وبعد أن تسلل الأمل من جديد إلى نفوسنا بعد إسقاط الإخوان، إذ تبدأ قوى نظام مبارك وما هم أبشع من مبارك وأعوانه للانقضاض من جديد على ثورة 30 يونيو ويحولون الثورة الأم إلى مؤامرة، وثوارها إلى خونة وعملاء، ويتحول أغلب الإعلام إلى ذريعة لقوى الظلام، لنكتشف أن فكرة التغيير أخذت البلاد إلى الخلف، وما هو أبشع من الخلف.
ولنتذكر حلمنا بتغيير رئيس وزراء موقعة الجمل أحمد شفيق، واستبداله برئيس وزراء من اختيار ما يسمى بـ«جبهة التغيير» د. عصام شرف، ولكنه أخفق أيضا فى تحقيق أدنى خطوات التغيير، فنحبط من تغيير يحسب علينا، ثم نطالب بالتغيير فنعود لرجل الزنقات الأول فى مصر د الجنزورى، ثم نبتلى برئيس وزراء جماعة الإخوان، فنحن ونشتاق لوزراء الماضى الذين كنا نبغى تغييرهم.
ومن د. الببلاوى إلى م. محلب، ثم وزير بترول وزارة م. محلب الذى انتشرت عنه الشبهات والأقاويل هنا وهناك على صفحات التواصل الاجتماعى، التى لا نعرف مدى صدقها، وذلك كله قبل أن يحلف حتى اليمين، وكأن مصر عقرت عن إنجاب من هم فوق مستوى الشبهات، ومن هم أصلح أو أفضل أو أشرف.
فأصبح من يردد مثلى «وكان ماله محلب»، وده للأسف من فقرنا وليس من دعمنا، رغم أنه يحسب له الكثير ويلام عليه الكثير أيضا.
وطبعا لن أنسى حدث التغيير الجليل لوزير العدل ذو التصريح الطبقى ضد أبناء عمال النظافة، إلى وزير عدل أكثر وأكثر طبقية يرى القضاة سادة وباقى الشعب عبيد.
فكأنهم يستهدفون كرهنا للتغيير وندمنا على ما فعلنا وعزمنا ألا نعود لمثل هذا الذنب مرة أخرى، وهو ذنب الحلم فى التغيير، الحلم فى الأفضل. لن أندم على مشاركتى فى الثورة الأم ثورة يناير 2011، ولن أندم على مشاركتى فى ثورة التصحيح 30 يونيو، ولكن أصبحت أميل للمقولة الساذجة «اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش»، وأصبحت أخشى من كل ما هو قادم، كل ما هو جديد، كل ما هو يدرج تحت مظلة التغيير.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فاعل خير
اتفضحتم
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى المراسى
الشعب الذى يلفظ الفساد و يحاربه فى نفس الوقت الذى يحارب فيه الأرهاب و الخيانه هو بطل
عدد الردود 0
بواسطة:
wasim ali
الدستور الحالي سيكون سبب في تناحر القوي السياسية للاستيلاء علي الحكم يجب تعديله
عدد الردود 0
بواسطة:
نشات رشدي منصور
تعليق علي مقال الاخت إسراء عبد الفتاح
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال البنا
متلازمه الأنفصال عن الواقع هى أخطر على مصر من الفساد و الأرهاب و الأهمال
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
الثورة الام قريبة الماسورة الام