عبد الفتاح عبد المنعم

فى حماك يا رسول الله «4»

الجمعة، 18 سبتمبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد، صلى الله عليه وسلم.. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود فى النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوّقَنَا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، وما من خبيث إلا ونهانا عنه، ومن حقه علينا أن نحبه.

جاء أعرابى إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، فقال: متى الساعة ؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أعددت لها؟». قال: إنى أحب الله ورسوله. قال: «أنت مع من أحببت».

بهذا الحب تلقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الحوض فتشرب الشربة المباركة الهنيئة التى لا ظمأ بعدها أبدًا.

يقول القرطبى: كان ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف فى وجهه الحزن، فقال له النبى، صلى الله عليه وسلم: «ما غير لونك؟!» قال: يا رسول الله.. ما بى ضر ولا وجع غير أنى إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألا أراك هناك، لأنى عرفت أنك ترفع مع النبيين، وأنى إن دخلت الجنة كنت فى منزلة هى أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل لا أراك أبدًا، فأنزل الله، عز وجل، قوله: «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».

رحم الله ثوبان.. حاله مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما قال الشاعر:
الحزن يحرقـه والليـل يقلقه **** والصبر يسكتـه والحـب ينطقه
ويستر الحال عمن ليس يعذره **** وكيف يستره والدمع يسبقه
قال عز وجل: « وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود فى النار.. لولاه لضعنا.
قال ابن القيم فى جلاء الأفهام:
«إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.
- وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم وموتهم خير لهم من حياتهم، لأن حياتهم زيادة فى تغليظ العذاب عليهم فى الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم.
- وأما المعاهدون له: فعاشوا فى الدنيا تحت ظله وعهده وذمته، وهم أقل شراً بذلك العهد من المحاربين له.

- وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن لدمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها، وجريان أحكام المسلمين عليهم فى التوراة وغيرها.

- وأما الأمم النائية عنه: فإن الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة