عبد الفتاح عبد المنعم

أنا فى حماك يا رسول الله (5)

السبت، 19 سبتمبر 2015 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الحسن بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبى صلى الله عليه وسلم، فإنه قال فيه: «بالمؤمنين رؤوف رحيم»، وقال فى نفسه: «إن الله بالناس لرءوف رحيم».

اصبر لكل مصيــبة وتجـلد.. واعلم بأن المرء غير مخـلد

واصبر كما صبر الكرام فإنها.. نوب تنوب اليوم تكشف فى غد

وإذا أتتك مصيبة تبلى بها.. فاذكر مصابك بالنبى مـحـمـد

لما فقده الجذع الذى كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبى، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذى كما يهذى الصبى الذى يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم: «لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة».

كان الحسن البصرى إذا حدث بهذا الحديث بكى، وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.

وتلا النبى صلى الله عليه وسلم، قول الله عز وجل، فى إبراهيم عليه السلام: «رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعنى فإنه منى ومن عصانى فإنك غفور رحيم».

وقول عيسى عليه السلام: «إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم»، فرفع يديه، وقال: «اللهم أمتى.. أمتى». وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه السلام فسأله، فأخبره النبى بما قال، فأخبر جبريل ربه وهو أعلم، فقال الله عز وجل: يا جبريل.. اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك فى أمتك ولا نسوؤك.

ويقول الله فى سورة التوبة،: «قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ».

وقال القاضى عياض: «فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم، إذ قرع الله من كان ماله وولده وأهله أحب إليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله: «فتربصوا حتى يأتى الله بأمره»، ثم فسّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن أضل ولم يهده الله.

ويقول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».

قد تمر علينا هذه الكلمات مروراً عابراً لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى قال: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شىء إلا من نفسى. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «لا، والذى نفسى بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال عمر: فإنه الآن، والله لأنت أحب إلى من نفسى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة