حاولت وفود إخوانية طوال الأيام الماضية الصيد فى الماء العكر بعد حادث مقتل السائحين المكسيكيين فى الصحراء، ووفق ما نشر بـ«اليوم السابع»، قال الدكتور عبدالموجود الدرديرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، إنه التقى السفير المكسيكى بواشنطن، وحرّض ضد الدولة المصرية، وعرض تقريرًا أعدته الجماعة للسفير، وفى بيان لعمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان بالخارج، باللغة الإنجليزية، هاجم فيه الدولة المصرية، ودعا المكسيكيين للتضامن مع الإخوان، ولكن سفراء المكسيك فى العواصم المختلفة رفضوا ادعاءات الإخوان، وأكدوا للوفود الإخوانية أنهم يتضامون مع الدولة المصرية، ولا يتدخلون فى شؤون مصر الداخلية، الأمر الذى استفز نشطاء الإخوان وهاجموا المكسيك على صفحات الـ«فيس بوك»، الغريب أن أبواقًا مصرية من الطابور الخامس تردد دعاوى الإخوان!
ومن جانبه، وجه وزير الخارجية المصرى سامح شكرى خطابًا إلى الشعب المكسيكى، جاء فيه: «أكتب هذه الرسالة إلى الشعب المكسيكى للإعراب عن عميق تعاطفى، وتعازىّ الحارة لفقدان أرواح مواطنين مكسيكيين أبرياء، وكذلك إصابة بعض السائحين الآخرين على الأراضى المصرية يوم 13 سبتمبر»، وأضاف الوزير: «أدرك جيدًا أنه ليس هناك ما يقال لتعزية الأهل والأصدقاء ممن فقدوا أحباءهم، لكننا ربما نكون فى مصر الأقرب لفهم هذا الحزن العميق، حيث كنا من بين أكثر شعوب العالم التى مرت بمثل هذة الآلام على يد الإرهاب»، وأكد الوزير أن «مصر الآن فى مرحلة التحقيق لكشف ملابسات ما حدث فى هذا اليوم الحزين، كما أن السلطات المصرية ملتزمة بشكل لا ريب فيه بالإفصاح عن التفاصيل الدقيقة لهذة المأساة»، ونوه الوزير بأن هذه المنطقة شهدت عملية إرهابية فى ذلك التوقيت، وأن سيارات الدفع الرباعى التى استخدمها السائحون أقرب إلى السيارات التى يستخدمها الإرهابيون .
بعد نشر خطاب وزير الخارجية المصرى كاملًا فى الصحافة المكسيكية، كانت ردود الأفعال الشعور بالارتياح رغم الحزن، حيث غلبت على عناوين الصحف التضامن مع مصر ضد الإرهاب، وتحميل الإرهابيين المسؤولية الكبرى فيما حدث.
هكذا ضربت الخارجية المصرية المثل فى كيفية مخاطبة الرأى العام المكسيكى، على عكس بعض وسائل الإعلام المصرية التى لم تمتلك لا الحس الإنسانى، ولا الحضارى تجاه ما حدث، ومحاولة إلقاء اللوم على الضحايا من جهة، ومن جهة أخرى ضرب بعض النشطاء المثل فى «اللاوطنية» واستغلال الحادث للهجوم على القوات المسلحة، وقوات الأمن، وفى الحالتين تأكدت أن أسر الضحايا المكسيكيين أكثر تضامنًا مع الشعب المصرى ضد الإرهاب من الإخوان والنشطاء، وبالطبع هذا ليس بمستغرب على شعب ذاق مرارة الإرهاب والحروب الأهلية.