عشرات القصص سمعتها عن السيدة هبة السويدى، أطلقوا عليها أم المصريين، رغم فارق السن بينها وبين صفية زغلول، صاحبة اللقب فى ثورة 19، والتى فتحت بيت الأمة لشباب ومصر ونسائها لحمايتهم من رصاص الإنجليز، وهبة السويدى حصلت على اللقب فى ثورة يناير وبالتحديد مع مصابى الثورة، وأطلقوا عليها وقتها أم الثوار، كانت تأتينى رسائل عديدة على برنامجى لمصابين لم ترحمهم الحكومات المتعاقبة ومجالسها الطبية العقيمة، فيهمس لى الزملاء فى الإعداد أن هناك سيدة خصصت حياتها لعلاج الفقراء وعملت مؤسسة خيرية لعلاج مصابى الثورة، وبالفعل عالجت ما يقرب من ألفى مصاب، وبعضهم عالجتهم على نفقتها بالخارج، ولأنها لا تريد الظهور فى الإعلام، وتفعل ذلك بإخلاص وحب مذهلين، لذلك أصبح لها عشاق ومريدون، ولذلك أيضا لم يصدق هؤلاء خبر انتحار ابنها إسماعيل ذى التسعة عشر عاما، هل فعلا الذى انتحر هو ابن هبة السويدى، ابن الناس الطيبين، ابن رجل الأعمال الملياردير أحمد السويدى وزوجته سيدة البر ومعشوقة الفقراء وحبيبة الغلابة؟ حكى لى صديق أن لها فى كل بلد مشروعا خيريا خصوصا مقر العيلة فى الشرقية، ثم ما هى حكاية عائلة السويدى مع الانتحار؟ القصة تسربت عندما ذهب عم الشاب الراحل للشرطة للحصول على تصريح دفن، وقال إنه مات بصورة طبيعية، لكن تقرير الطب الشرعى أثبت أنه شنق نفسه فى حجرته بالفيلا التى انتقلوا لها حديثاً منذ يومين قبل الانتحار، هل هى لعنة الفيلا الجديدة؟ وحكى البواب أن الشغالة ذهبت لحجرته لتأتى بجهاز اللاب توب الخاص بأمه السيدة هبة، ووجدت الباب مغلقا، فطرقت كثيرا، ولم يفتح أحد ونادت أمه التى كانت فى البدروم ترتب بعض الأغراض فى السكن الجديد وصعدت، وتم الاستعانة بالبواب لكسر باب حجرة الشاب ووجدوه مشنوقا بالحزام، ولو تذكرون منذ عدة سنوات كانت هناك حكاية انتحار عمه أيمن السويدى زوج المطربة ذكرى، وقيل إنه قتلها وانتحر والحقيقة عند علام الغيوب، هل هناك لعنة اسمها الانتحار وسط عائلة السويدى التى وهبها الله كل نعم الحياة؟ وما سبب انتحار شاب والده رجل خير وإحسان، وأمه منحها الله حب الملايين حتى أطلق عليها صديقى أحمد رفعت بـ«الأم تريزا» المصرية، هل هناك من يحل هذا اللغز الغامض والمحير؟ إن من يتبع حياة السيدة هبة يعرف أنها ولدت لأم سعودية وأب مصرى، وأنها تزوجت دون العشرين من ابن عمها عن قصة حب واحترام متبادل، وأنها أنجبت منه أربعة أبناء لم تدخر جهدا فى بذل أقصى طاقتها لرعايتهم، وهم يفخرون بها وبأبيهم، إذن أين المشكلة، الغريب أن الأم المكلومة فقدت منذ عدة أسابيع والدها رجل الأعمال هلال السويدى، وأصيبت بحالة نفسية سيـئة ولم يمر وقت لتلملم جراحها حتى فقدت ابنها البكرى، أحد المقربين، قال لى إنه كان منطويا، وأنه كان يعانى من اكتئاب، ورفض أن يذهب مع أمه لطبيب نفسانى، وآخر قال لى، بل إنه كان يعالج عند طبيب، والحقيقة حول سبب الانتحار غائمة حتى الآن، ولكن تابعت بعض التعليقات على الفيس بوك معظمها يحمل مواساة وتعاطفا مع السيدة هبة، ولكن بعضها يحمل سخرية ليست فى محلها، مثل يا عم دول بينتحروا من التخمة، دول من كتر الفلوس إيمانهم راح، خيلهم ييجو يعيشوا فى شوارعنا شوية، وغيرها من تعليقات متجاوزة وغير أخلاقية، ما يعنينى الآن أن أذكر دور السيدة هبة السويدى فى محاربة الإخوان، ودعمها لكل الوقفات الشبابية والشعبية ضد مرسى وعصابة الإخوان، لذلك تجد كالعادة نفس الانحطاط على صفحات الإخوان فى تعليقهم على الحادث شماتة فى الموت حتى أن شبكة رصد الإخوانية كتبت «انتحار ابن الانقلابية هبة السويدى انتقام ربانى»، يا سلام طب هانشوف انتقامه منكم عن قريب، طبعا هم يعرفونها جيدا لدفاعها المستميت عن جيش مصر ضد الإرهاب قبل تفرغها للعمل الخيرى، هذه السيدة تحتاج لدعاء كل منا ليس ردا للجميل، لأنها لم تفعل ذلك لبشر، بل لخالقها، ولكن تأكيدا لقيمة غائبة وهى الاعتراف بالجميل والوفاء، اللهم ألهمها صبرا جميلا هى وأسرتها واغفر لفلذة كبدها، فأنت أعلم به منا ولاتؤاخذنا بِمَا فعله السفهاء منا.