متى يتسق السلفيون مع قناعاتاهم وقواعدهم ويتوقفون عن محاولة خداع الناس والدولة وإيهامنا بأنهم على خلاف جذرى مع الإخوان ولا يطيقونهم، ويخشون منهم على مؤتمراتهم الانتخابية؟
منذ فترة والجماعة السلفية، وخصوصا الإخوة فى الدعوة السلفية وحزب النور، يحاولون الضحك على «دقوننا» وتصوير العلاقة بينهم وبين جماعة الإخوان بأنها مشحونة بالكراهية والعداء والحرب المعلنة، وأن أبناء الجماعة الإرهابية يتقصدون تجمعات الدعوة وحزب النور ويهاجمونها، وآخر حلقات هذا المسلسل الهابط ما أعلنه شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور، من أن الحزب يرصد الأماكن التى فيها كثافة لجماعة الإخوان لمنع إقامة أى مؤتمرات انتخابية للحزب تجنبًا لأى أعمال عنف أو صدام، وأن الحزب سيحيط كل الفعاليات التى سوف ينظمها بالسرية، بجانب تخصيص أعضاء بالحزب لحماية الفعاليات والمؤتمرات الجماهيرية التى سينظمها الحزب خلال الفترة المقبلة.
وهنا نسأل الإخوة قيادات حزب النور الذين يخططون للحزب ويضعون سياساته وخطابه الموجه للإعلام وللتعامل مع الدولة: هل تسيطرون على قواعدكم وبأى نسبة؟ وبماذا تفسرون خروج العديد من قواعدكم من تحت عباءتكم والدخول علانية تحت خيمة الجبهة السلفية وضمن التحالف المؤيد للإخوان؟ وهل تعرفون كم عضوا من أعضائكم شارك فى اعتصام رابعة؟ وهل حاسبتم هؤلاء الأعضاء أم اتبعتم سياسة الاحتواء حفاظًا على التماسك الهش للحزب والدعوة؟ وهل تعرفون كم عضوًا من أعضائكم تم القبض عليه ضمن التنظيمات والخلايا المتطرفة التى تصنع المتفجرات وتعتدى على رجال الأمن؟
إذا كانت كل الإجابات عن الأسئلة السابقة ضمن المسكوت عنه فى سياسة حزب النور الذى يستميت للحصول على المساحة السياسية التى كان يحتلها الإخوان لدى واشنطن، وإذا كان التنسيق بين حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية والإدارة الأمريكية فى أعلى مستوياته، فلنا أن نعرف أن الحزب هو البوابة التى سيدخل منها الإخوان ومؤيدوهم إلى مجلس النواب المقبل، كما يجب أن نعرف أن الاتصالات السرية بين مسؤولى «النور» والدعوة السلفية والإخوان للتنسيق فى الانتخابات المقبلة لم ولن تنقطع.
الدعوة السلفية تراهن على الفوز بمائة وأربعين مقعدًا فى البرلمان المقبل، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يسعون إلى حشد كل القوى المؤيدة والكتل التصويتية الميكانيكية للإخوان والمتحالفين معها، وهم يعرضون فى مقابل ذلك أربعين مقعدا على خلايا الإخوان النائمة وأصحاب الهوى الإخوانى والتوجه السياسى المعادى لدولة 30 يونيو من بين أطياف قواعدهم وقواعد تحالف دعم الشرعية، فهل يحققون ما يهدفون إليه؟
وللحديث بقية