طارق الخولى

حجاج الإخوان.. بين الرفث والفسوق والجدال

الأحد، 20 سبتمبر 2015 09:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن أعمق نظرة للأمور.. هى النظرة الفلسفية.. فمن يبحث فى فلسفة الحج.. فسيجد الكثير.. إلا أن أكثر الأغراض الإلهية.. من وراء فريضة الحج.. هو اجتماع وتلاقى الأمة.. ليس فقط الجسدى.. وإنما الروحى والنفسى.. للتدريب والوصول.. إلى ما قاله النبى صلوات الله عليه وسلامه: «مثل المؤمنين فى توادِّهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسَّهَر».. وكما قال، صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدُّ بعضُه بعضًا».

إنه الحج.. فقد قال تعالى «وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ».. فالحج هو الجمعية العمومية للمسلمين.. حيث يجتمع الملايين.. فى ميدان الطاعة.. من مشارق الأرض ومغاربها.. ليتلاقوا.. فيتعارفوا.. فيتآلفوا.. فيتحابوا.. لنصير عن حق أمة واحدة.. كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز: «وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ».

فقد شرع الله الحج.. ليكون الرحلة الخالصة لوجهه سبحانه وتعالى وفى سبيله.. فشعار المسلم منذ إحرامه.. هو نداؤه ودعاؤه «لَبّيكَ اللهمّ لَبيْكَ، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».. فتُحمل النفس.. على ترك كل متع الحياة.. والإقبال بها على طاعة الرحمن.. فنتجرد من زينة الدنيا.. حتى فى الثياب.. لنتشابه جميعا فى ملابسنا ونتساوى.. حيث لا فرق بين فقراء وأغنياء.

كما شرع الله الحج.. ليعلّم عباده كيف يترفعون عن الأحقاد والضغائن.. ويتناسون الشحناء والبغضاء.. فيزهقون روح الخصومة والمعاداة.. ولذلك جعل الله الحج فرصة للتنزه عن الخلاف حتى فى الحوار.. فيقول سبحانه وتعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِى الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِى الأَلْبَابِ».

فـ«الرَفَثُ» كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة.. و»الفُسُوقُ» أى المعصية.. و«الجِدَالُ» تعنى هنا أن تمارى مسلما حتى تغضبه.. فينتهى إلى السباب.. إذن.. لا محل ولا مكان للجدال الذى ملأ حياتنا فى الحج.. فجماعة الإخوان.. التى يعتزم بعض أعضائها.. رفع إشارة رابعة.. فى الحرم وعلى جبل عرفات.. لم تكتف بارتكاب الجرائم فى الشارع المصرى.. لتفسد حياة المصريين.. وإنما تسعى بفجورها.. إلى إفساد الحج على مسلمى العالم.. بتحويل مناطق الحج المقدسة.. إلى ساحات للفسوق والجدال والتراشق اللفظى.. الذى قد يصل للتناحر والتقاتل.

فالحج المبرور.. هو الذى لا يخالطه شىء من الآثام.. وجزاؤه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ».. فلو ارتكب الإخوان.. ما دبروا وبيّتوا له.. من نوايا الشيطان.. التى حرّمها الله عز وجل فى الحج.. فهم بين الفسوق والجدال فى الحج.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة