لم أصدقه يحدثنى بحزن وشعور بالفقد ويعدد ميزات المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة المستقيل، ويؤكد أنه كان من أفضل رؤساء الحكومات وأكثرهم إخلاصا، وبدا غاضبا وهو ينتقد خروج محلب أو إخراجه من رئاسة الوزراء. لم أصدق بل صدمتنى آراؤه وهو نفسه كان ممن شنوا هجوما كاسحا على محلب، وطالب مرارا وتكرارا بإقالته، وساق مبررات لذلك بأن محلب مجرد موظف وضعيف وجولاته للشو الإعلامى، وأخبرنى بأنه حزين ويرفض إقالة محلب. أعدت على مسامعه ما كتبه وقلت له: كنت حتى الأسبوع الماضى تهاجم محلب وتطالب بإقالته ومحاكمته!!
ابتسم وبدأ يرتدى هيئة «المحلل الاستراتيجى الفيسبوكى» أن النظرة القريبة تختلف عن البعيدة، وأن الهدف كان الانتقاد وليس الإقالة. فقلت له وذكرته بعشرات المواقف المتناقضة التى اتخذها، طوال أربع سنوات، منذ عين نفسه مفكرا، يستهدف «اللايكات» ويسعده «الريتويتات». وخلف كل واحد عشرات يتخذون مواقف لا يقصدونها أو غيره، ونتوقع أن يستمر السلوك حسب الهوى، بل إنه واحد من عشرات يفترض أنهم يقودون الرأى العام أو على الأقل يوجهونه، ولا يعرف هذا الرأى العام أن صاحبنا وأمثاله ليسوا جادين ولا أصحاب مواقف وإنما مجرد «طبل».
صاحبنا ليس حالة خاصة لكنه تكرار لعشرات بل ومئات ممن اعتادوا اتخاذ مواقف مجانية بالتأييد أو المعارضة، الرفض أو النفاق، من دون تفكير ولمجرد إثبات موقف والظهور فى شكل الفاهم العارف المحلل، سواء فى التوك شو أو من خلف الكيبورد والشاشة. وبالطبع لا أحد يتوقف ليراجع ما سبق وقالوه من قبل، أو كتبوه على صفحاتهم. وهذه الطريقة لا تزال مستمرة، وترجع إلى أن المحلل من هؤلاء يصعب عليه الجلوس ساكنا وهو يرى نقاشا ما، فيعلن موقفا يعود عليه بتفاعل من مؤيدين أو مصفقين، أو أنه مشتاق يقترب فيؤيد، ويبعدوه فيسخن. يفعلون ذلك مع الحكومة والطائرات والدستور، بلا فهم، فقط «تطبيل أو تصفير».
وما جرى مع محلب سواء تأييدا أو رفضا، جرى بدرجات متفاوتة مع كل رئيس وزراء منذ يناير، حيث خرج من يطالبون بعصام شرف رئيسا للوزراء، وبعد فترة تبرأوا من ذلك، وقالوا «مش إحنا»، وهناك ثوار تظاهروا ضد تولى الدكتور الجنزورى رئاسة الوزراء وسخروا من السن والأجيال، وكان الجنزورى للمفارقة أكثر رؤساء الوزراء فيما بعد يناير إنجازا وتفهما لمنصب رئيس الوزراء. وأحداث مجلس الوزراء التى يعتبرها البعض من المناسبات الثورية غير واضحة الهدف.
السادة المتناقضون المشتاقون أو المنافقون لا يعرفون أنهم يضللون غيرهم، ممن يتبعون بلا عقل، ويظنون أن «الجمهور عايز كده» بينما الجمهور اكتشف تناقضاتهم وكذبهم مرات، ولا يمكن يكون «عايز هؤلاء». تذكروا هذا وأنتم تطالعون تحاليل جديدة من محترفى «التطبيل أو التصفير».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كاميليا الشرنوبى
فيروس سى و البلهارسيا و الجهل و الأهمال و الفساد و الأعلام هم أعداء التنميه فى مصر
مع الأعتذار لقله قليله
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصيل
والله عندك كل الحق
دى ناس عندها شيزوفرينيا.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أصيل
والله عندك كل الحق
دى ناس عندها شيزوفرينيا.
عدد الردود 0
بواسطة:
م حسين عمر
عندنا مهمة رئيس الوزراء هى ارضاء الرئيس وتنفيذاوامرة حرفيا والوزراء الجدد اسوأ من القدامى