لا شك أن الإنسان المصرى صاحب حضارة وتراث إنسانى لا مثيل له فى العالم ويستحق منا جميعا أن نجتهد لعودته وعودة الشخصية والهوية المصرية الحقيقية إلى مصريته العريقة، فمبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أطلقها من أجل تأهيل القيادات الشبابية للدفع بهم للصفوف الأمامية فى المراكز القيادية هى جزء من خطة إعادة تأهيل مجتمعى واسعة النطاق، سوف تتم -إن شاء الله- على عدة مراحل وإن كنت فى هذه المناسبة أتمنى من السيد رئيس الجمهورية وكذلك من المجالس المتخصصة فى الرئاسة، أن يتم رفع السن حتى 35 سنة، لأن هناك من الشباب أصحاب الموهبة والكفاءة فى السن من 30 وحتى 35 سنة، فلا يمكن بأى حال من الأحوال تجاهل هذا القطاع الهام جدا.
ولكن رغم الحديث عن تأهيل الشباب لا يمكن أن نتجاهل أننا بحاجة شديده لإعادة النظر فى الإنسان المصرى وما وصل إليه الحال الآن، فالإنسان المصرى صاحب حضارة وتراث إنسانى لا مثيل له وكثيرا ما ذكر له التاريخ أنه صاحب السبق فى الكثير من المجالات العلمية والعلوم الإنسانية فى الزراعة والطب والفلك والهندسة وغيرها من العلوم المختلفة، وأصبح الإنسان المصرى يحمل على عاتقه الحفاظ على حضارة وتراث مصر الآن، ولكن بمنتهى الصدق أغلب المصريين الآن لا علاقة لهم بأسلافهم السابقين، بل إنهم يدمرون أنفسهم بأنفسهم ويدمرون حضارة الأجداد وأحيانا يبيعونها.
نعم فالحقيقة مرة للغاية ولكنها تظل الحقيقة، فهناك تدمير ممنهج وغير ممنهج للهوية والشخصية المصرية بدءا من نكسة 1967، فالانكسار لم يكن فقط للدولة ككيان بل للشخصية المصرية التى انشغل الجميع فى الدولة المصرية بحرب الاستنزاف وحرب استعادة الكرامة وترك الإنسان المصرى يقع فى براثن الإهمال القاتل، تخلف حاد فى التعليم وتدهور حاد فى الصحة ولا إنسانية فى المسكن وزيادة ظهور العشوائيات مع ظهور قانون الإيجار القديم من قبل فى تلك الفترة، وعزوف أصحاب رأس المال عن بناء عقارات جديدة خوفا من لجان تحديد الإيجارات الإجبارية، مما أدى لقلة المعروض من الشقق وارتفاع أسعارها، وبالتالى نمت وترعرعت وانتشرت العشوائيات بكل ما فيها من كوارث تعانى منها مصر وستعانى على الأقل لثلاثين عاما، بشرط أن نضع خطة محكمة من الدولة من الآن وحتى 2045 للقضاء على العشوائيات وبناء الإنسان المصرى الجديد وربطه بشكل أو بآخر بأسلافه أصحاب الحضارة التى تجاوزت عمرها 7 آلاف عام تقريبا.
لا شك أن هناك انهيارا أخلاقيا وتعليميا وصحيا منذ فترة ولا يمكن أن نبنى وطنا جميلا متقدما دون أن يصاحبه بناء إنسان مصرى متحضر يحافظ على هذه الدولة الجديدة وإلا سيهدمها بكل سهولة لأنه لا يعرف قيمتها ولا يوجد لدى البعض وازع دينى أو أخلاقى ولا حتى وطنى بكل أسف، فالدول التى تقدمت علمت منذ البداية أن ثروتها الحقيقية تكمن فى "المواطن" وبالتالى الاستثمار الحقيقى يجب أن يكون فى الصحة والتربية والتعليم والمسكن وكل ما يتعلق ببناء الإنسان وبه سيبنى أفضل وطن ويحافظ عليه ويموت دونه بلا تردد.
فمثلا المناهج فى اليابان وكوريا والصين تدرس الأخلاق والمبادئ كمادة أساسية؛ وكذلك احترام المرور والنظافة والسلوك فى الشارع أكثر من الاهتمام بتعليم العلوم المختلفة وخصوصا للسن من "6 سنوات" حتى "15 سنة" ويهتمون بمناهج الفهم وليس المناهج النظرية التى تعتمد على ملكة الحفظ فقط؛ يا سادة بالتربية السليمة والأخلاق سنكون مجتمعًا محترما، مجتمع يحترم المرور ويحترم فيه الصغير الكبير، ولن يكون هناك تحرش ولن يكون هناك أنانية وعدم إيثار،كذلك يجب أن يكون هناك مشروع قومى لإعادة الآدمية للمدارس والمستشفيات وإنشاء شركات متخصصة فقط للصيانة تكون على أعلى مستوى، والعمل على رفع مستوى العاملين فى المدارس والمستشفيات وتدريبهم تدريب عال المستوى وأجور تتناسب مع طبيعة العمل والجهد المبذول ووضع عقوبات قاسية للمتخاذلين بعد ذلك.
سيادة الرئيس.. الإنسان المصرى يحتاج لبناء حقيقى من الآن لعودة هويته الحقيقية من أجل مصر المستقبل.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.
محمو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة