لؤى على

ضاع الإسلام فى بلاد أردوغان

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015 08:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى زيارة عمل إلى اسطنبول أحد أهم المدن التركية واستغرقت مدة الزيارة 4 أيام أقمت خلالها فى شرق المدينة الكبيرة، وكمصرى أولاً وصحفى ثانيًا كانت لدى رغبة قوية فى معرفة رأى الشارع التركى فى الأحداث الأخيرة التى مرت بها مصر ورأيهم فى الإخوان، وبالفعل كنت أدخل فى نقاش مع كل تركى أتعامل معه وذلك من خلال صديق يجيد اللغة التركية، حيث إن الأتراك لا يجيدون اللغة العربية والإنجليزية، وهو ما أكده لى كثيرون كانوا يزورون تركيا حيث معظمهم لا يجيد أى لغة بخلاف لغتهم وهو عكس أى دولة فى العالم وهو أن تجد حتى على لوحات الإرشادات مكتوبة بلغتين لغة أهل البلد واللغة الإنجليزية الشائعة لكن فى تركيا لغتهم فقط وهو ما يعده البعض أنه اعتزاز بلغتهم!.

أعود مرة أخرى إلى النقاشات التى دارت مع الأتراك فبمجرد أن يعلم أنك مصرى يسألك هل أنت "سيسى" أم "مرسى"، وهو ما كنت أجيبه ردًا على سؤاله الساذج "سيسى" فكانت ردود الفعل مختلفة وإن كانت جميعها فى اتجاه واحد وهو ما أدخله نظام أردوغان فى عقول شعبه والذى يتسم بمحدودية التفكير، أحد الشباب التركى عندما قلت له "سيسى" أشار بإصبعه بشكل المسدس فى إشارة إلى أحداث فض رابعة، بينما سئل آخر هل السيسى مسلمًا؟!، وآخر أكد لى أننى سأسير فى الشوارع وسأجد كل ما فيها مرسى، وآخر قال لى إن مرسى راجع، وأخيرًا قال لى أحدهم سننزل مصر العام القادم بعد عودة مرسى!.

كل تلك الإجابات صادرة من شباب لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين فعندما سألتهم من أين تستسقون معلوماتكم كانوا يشيرون إلى التلفاز، وعلمت بعدها أن وسائل الإعلام التركية الرسمية تبث سمومها فى عقول شعبها كما يحدث لدينا فى مصر، حيث تصور لهم أن السيسى قاتل وأنه غير مسلم مستعينة بفتاوى الإخوان الإرهابيين، وهو أمر بالطبع يحزن ويوضح مدى العجز الذى ينتاب الأجهزة المصرية المعنية بتوضيح صورة مصر بالخارج فجميع الأجهزة المعنية معطلة ولا تقوم بدورها، البعض قال لى لا يهمنا رأى الأتراك، لكنى أرى أنه أمر لا يمكن إغفاله خاصة أن الشعوب باقية والأنظمة زائلة، فالشعب التركى مختطف من قبل وسائل إعلامه التى تبث سمومها ضد مصر وشعبها.

وحينما كنت أتجول فى شوارع اسطنبول وهى للأمانة لا تفرق كثيرًا عن أوروبا إذا فجأة أجد نفسى وسط مظاهرة للإخوان الهاربين وأجد اهتمامًا بالغًا من وسائل الإعلام التركية وفى حماية النظام حيث يردد المتظاهرون وهم عشرات هتافات ضد مصر وجيشها ويقوم الأتراك برفع علامة رابعة تضامنًا معهم وكأن المصريون أصبحوا مهجرين من بلادهم عنوة وأن مصر أصحبت مثل سوريا مدمرة، وهو إن دل فإنما يدل على ضيق عقل الأتراك الذين لا يملكون القدرة الاستيعابية فى فهم حقيقة ما يحدث فى مصر وذلك أن الإنترنت متاح به كل شيء.

فى مظاهرة الإخوان وجدنا شبابًا صغارًا يظهر عليهم رغد العيش ويحملون هواتف باهظة الثمن ويقومون بالاتصال على آخرين فى مصر يستطلعون منهم أحوالهم ويصورن لهم ما يحدث فى مصر وكأنها بلد مظلمة ظالمة لا خير فيها وذلك على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام التركية الرسمية.
فالخلاصة أن الإخوان يلقون كل الدعم من الأتراك على المستويين الرسمى والشعبى فى حين أن السوريين الذين دمرت بلادهم يقفون فى الطرقات يتسولون قوتهم دون أدنى اهتمام من الأتراك.
أما عن المستوى الداخلى فتركيا بلد علمانى يحكمها حزب إسلامى لكن بمجرد دخولك إلى اسطنبول لا تستطيع أن تفرق أن تلك البلاد كانت مقرًا للخلافة الإسلامية فى يوم ما، فتركيا الآن عبارة عن ملهى ليلى ونهارى كبير لا يوجد هناك خطوط حمراء فالشواذ فى الشوارع بأعلامهم وسماسرة الجنس فى كل زقاق والهوت شورت الملابس الرسمية للأغلبية التركية، على الجانب الآخر تجد التابعين لحزب أردوغان يعيشون حالة من الغيظ المكتوم وذلك بسبب علمانية الدولة لكنهم مضطرون للسكوت من أجل الحفاظ على مكانهم فى الحكم، وقد كانت تجربة حكم المرشد فى مصر درس مستفاد لأردوغان وحزبه فى التعامل مع شعبه خاصة أن المظاهرات شبه يومية تطالب بمزيد من الحريات!، فأى حريات بعد الشواذ!، فقد ضاع الإسلام فى بلاد أردوغان، فلك أن تتخيل يرفع الأذان وسط حفلات المجون والشواذ والخمور فى ميدان تقسيم وشارع استقلال.

فى النهاية لا أجد سببًا للعداء التركى النظامى ضد مصر شعبًا ونظامًا سوى أن قضاءنا على الإخوان يهدد حزب أردوغان وبقائه فى سدة الحكم لتركيا، لذلك يحصنون نفسهم ببث الأكاذيب والافتراءات على دولة أطلق عليها أم الدينا وأرض الكنانة إنها مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة