إنه يوم عرفة، هذا اليوم شرفه الله وفضله بفضائل عظيمة، اليوم الذى خصه بالأجر الكبير والثواب العظيم عن كل أيام السنة، اليوم الذى يعم الله عباده بالرحمة، ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات ويعتقهم من النار، اليوم الذى يكون فيه إبليس صاغرًا ذليلا، اليوم الذى أكمل الله فيه الدين وأتم النعم على المسلمين.. يوم التجليات والنفحات الإلهية، يوم العطاء والبذل والسخاء، اليوم الذى يقف فيه الناس على صعيد واحد مجردين من كل شىء، إلا رابطة الإيمان والعقيدة، ينشدون لرب واحد ويناجون إلها واحدا، إله البشرية جميعا.
فى مثل هذا اليوم نزلت الآية العظيمة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً} التى تدل على إكمال الدين لنا من الله، وأتم علينا النعمة، ورضى لنا الإسلام دينا، إن يوم عرفة فخر للمسلمين، إذ لا يمكن لهم أن يحتشدوا فى أى مكان بهذا العدد فى وقت واحد إلا فى هذا المكان، وفى هذا الاجتماع آية عظيمة على قدرة الله سبحانه وتعالى، إذ يسمع دعاء كل هؤلاء فى وقت واحد، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأجناسهم، ويعطى كل واحد سؤله دون أن تختلط عليه المسائل والحاجات، أو تخفى عليه الأصوات والكلمات، سبحانه هو السميع البصير العلى الخبير، الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
فى يوم عرفة يحب أن تتجه عقولنا وقلوبنا صوب مصر، وندعو لها «اللهم اجعل هذا البلد آمنا»، ونرفع أيدينا للسماء: اللهمّ إنا نسألك السلامة للمصريين، اللهمّ بدّل خوفهم أمنا، اللهم احفظ شعبها واحقن دماءهم وأمنهم فى أنفسهم وأموالهم وول عليهم خيارهم، اللهم احفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اكفهم شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن، اللهم عجل الفرج وأرح العباد والبلاد ممن خربوها وأذلوا أهلها، اللهم كن لأهلنا فى مصر ناصراً ومعيناً، اللهم ارزقهم الأمن والأمان والسلامة والإيمان، اللهم اعصم دماءهم وأعراضهم وأموالهم، اللهم خذ الظالمين واحفظ الآمنين بحفظك وأمن خوفهم، وأبرم لهم أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك.. اللهم آمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة