إحياء ذكرى وفاة سيدي أبو الحسن الشاذلى
ومن ضمن العادات والتقاليد التى يقوم بها المترددون لحضور إحياء ذكرى وفاة سيدى أبو الحسن الشاذلى الصعود على جبل حميثرة فى نفس التوقيت الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات فالكثير يطلقون عليه الحج الأصغر.
وحمل مئات الآلاف من المريدين والمحبين من الصوفية وغيرهم ومن دول عربية كثيرة متاعهم من مأكل ومشرب لزيارة المقام وصاحبة تباركًا به لكونه من أولياء الله الصالحين إلا أن توافق توقيته مع حج بيت الله الحرام يجعله مثارًا للمخالفة الدينية الشديدة كما قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعه، ويعود احتفال الصوفية بالمولد خلال هذه الفترة نظرًا لأنهم يقولون إن أبو الحسن الشاذلي عندما وافته المنية كان في طريقه للحج من صحراء عذاب.
يقول أحد المحبين والذي حضر الليلة الختامية هناك العام الماضي إن الكثير والكثير يأتي لزيارة مقام واحد من أولياء الله الصالحين يستبارك به ويقترب إلى الله بجانبه وإن ما كتب عن سيدي أبو الحسن الشاذلي كان كفيلاً أن نأتيه سيرًا وليس ركبًا.
تزامن إحياء ذكرى أبو الحسن الشاذلى مع توقيت حج بيت الله الحرام
وأضاف أن تزامن إحياء ذكراه مع توقيت حج بيت الله الحرام وأن الليلة الختامية له تقام في توقيت وقوف الحجاج على عرفات خلق الفوضى والعبث والتفرض في العادات من بعض الجهلاء بأنهم يعتقدون أن هذا بالفعل حد أصغر.
وبالفعل وقف أمس الكثير من المحبين والمريدين على جبل حميثرة والذين أكدوا أن الشيخ أبو الحسن الشاذلي كان يتعبد لله من فوقه وأنه عندما تصعد على جبل حميثرة وتنظر إلى الوديان الجبلية تري تجسيد كما أنك تنظر لمكة من الأعلى.
وكان المريدون والمحبون قد جمعوا من فوق جبل حميثرة الحصا معتقدين أن من يجمع الحصا وتحديدا 7 فوق حميثرة سوف يعود مرة أخرى لزيارة المقام مرة أخرى، وردد المحبون من فوق حميثرة وأثناء صعودهم للجبل الذي يبلغ طول ارتفاع ما بين 200 إلى 300 متر "شاذلي يا أبو الحسن.. مدد يا أبو الحسن" وكذلك ينشدون "ياشاذلي يا شاذلي... عطفا علي حال الضعيف المبتلي".
وزير الأوقاف: صعود أى مجموعة من الناس لأى جبل من الجبال عدا عرفات يوم عرفات بنية التعبد أو التبرك بدعة وضلال مبين
وقد رحل المريدون والمحبون من وادي حميثرة غرب مدينة مرسي علم بمحافظة البحر الأحمر وسط جبالا وعرة إلى بلادهم بعد انتهاء مولد سيدي أبو الحسن الشاذلي حيث قاموا بحمل أمتعتهم من جديد إلى بلادهم وسيظل المكان الذي شهد حضور مئات الآلاف به مقتصرًا على أهالي قرية أبو الحسن الشاذلي الذين لا يتعدون 5 آلاف نسمة.
من جانبه أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، حسب بيان إعلامى أن صعود أى مجموعة من الناس لأى جبل من الجبال عدا عرفات يوم عرفات بنية التعبد أو التبرك أو التشبه بالحجيج إنما هو بدعة وضلال مبين يأثم فاعله إثما كبيرا لما فيه من فتح أبواب الفتن والابتداع فى الدين.
وكانت قد استعدت محافظة البحر الأحمر لليلة الختامية لمولد سيدي أبو الحسن الشاذلي بمدينة مرسي علم حيث صرح اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر بأنه تم رفع درجة الاستعداد لتلك لليلة الختامية التى احتشد فيها آلاف الصوفيين من مختلف المحافظات والدول العربية، للمبيت بجبل "حميثرة" الليلة وهو الجبل الذى عاش فيه "العارف بالله" ووافته المنية بنفس الجبل أثناء رحلته لأداء فريضة الحج.
وأوضح محافظ البحر الأحمر في تصريحات صحفية له أنه تم تخصيص دوريات أمنية ومرورية على الطريق من مرسى علم وحتى قرية الشيخ الشاذلى مرورًا بسيدى سالم لتأمين زوار الشيخ وتأمين الطريق مع تواجد سيارات الإسعاف بشكل مكثف.
وأشار المحافظ إلى أنه تم دعم الوحدة الصحية بالقرية بأطباء من مديرية الصحة فى كافة التخصصات وتوفير الأدوية اللازمة، ونقل عشرات الأطنان من مياه الشرب إلى الساحات المنتشرة بجوار ضريح الشيخ.
مديرية الصحة تعلن حالة الطوارئ بالمدينة والدفع بعدد كبير من سيارات الإسعاف والأطباء وأطقم التمريض
وأعلنت مديرية الصحة، حالة الطوارئ بالمدينة، وتم الدفع بعدد كبير من سيارات الإسعاف والأطباء وأطقم التمريض، كما تم تعزيز الخدمات الأمنية بالمدينة والدفع بعدد من سيارات الإطفاء لمواجهة أى ظروف طارئة.
وأكد اللواء عادل التونسى مدير أمن البحر الأحمر، استمرار الخدمات الأمنية المدعمة حتى انتهاء الاحتفالات مع تكبيرات عيد الأضحى المبارك.
يذكر أن قطب الصوفية سيدي أبو الحسن الشاذلي اسمه الحقيقي هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي، الزاهد، الصوفي إليه تنتسب الطريقة الشاذلية ولد عام 571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة (شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفي الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656هـ.
تتلمذ أبو الحسن الشاذلي في صغره على يد الأمام عبد السلام بن مشيش، في المغرب، وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية، ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة هناك .
وارتقى منازل عالية في الفكر الصوفي ودرس بها على أبو سعيد الباجي ورحل بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع.
ووفاته المنية في وادي حميثرة غرب مدينة مرسي علم جنوب البحر الأحمر، أثناء مروره بتلك الوديان إلي ميناء عيذاب ثم إلى الأراضي المقدسة، لأداء فريضة الحج، والذي طلب من خادمة خلال رحله مرضه بتلك الواديان بدفنه في المكان بعد وفاته.