كنا نأمل أن تكون مباراة القمة فى نهائى الكأس فرصة لتأكيد الروح الرياضية فى مصر بصرف النظر عن الفائز بالمباراة، وكنا نأمل أن تكون المباراة فرصة لطى صفحة السفاهة الكروية، والانحطاط الرياضى، وعودة الاحتفاء المصرى بالساحرة المستديرة، وهو احتفاء يحقق كثيرا من التوازن النفسى للبسطاء، ويمنحهم السعادة المفتقدة التى يبحثون عنها، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فالمباراة بدأت بمشادات ومخالفات وانتهت بعلامات بعيدة عن الروح الرياضية، بجد حاجة تكسف!
لماذا لم يهنئ مسؤولو ولاعبو الأهلى نظراءهم فى الزمالك بالفوز، ولماذا لم يصافح لاعبو الزمالك زملاءهم فى الأهلى؟ ولماذا لم يتسلم لاعبو الأهلى ميدالياتهم الفضية كما تقضى القواعد فى نهائى الكأس، وما سبب التوتر المبالغ فيه بين لاعبى الفريقين؟ ضرب وخناقات وغباء متبادل وكأنهم فى خناقة بالسنج بين حارتين، والنتيجة أننا خرجنا من المباراة متعكرى المزاج ومتوترين وخايفين على مستقبل الكرة المصرية، بصرف النظر عن تشجيعنا الزمالك الفائز أو الأهلى المهزوم.
أصبح لدينا جميعا تصور مشوه عن الرياضة، وخصوصا عن اللعبة الأكثر شعبية، الكرة، لابد وأن نقهر خصومنا، نمسحهم من على وجه الأرض إذا استطعنا، نرفض تفوقهم ولا نعترف به، وننسبه إلى أسباب خرافية، مثل حكاية العفاريت والشعوذة والدجالين التى تسببت فى فوز الأهلى بمباراة الفريقين فى الدورى، وعندما بطل السحر والدجل وتوقفت فعالية العفريت جامايكا، فاز الزمالك بالكأس، بالذمة ده كلام أسوياء عاقلين لديهم الحد الأدنى من التوازن النفسى؟
لم نعد نعترف أن الرياضة يوم فوز ويوم خسارة، وانتهت حكاية الرياضة أخلاق وتحولت إلى ردح وزعيق وتفاهات واتهامات بالدجل ومؤامرات لإفشال المنافسين، الرياضة أن تحدف مسؤول الفريق المنافس بالجزمة، أو أن تتهمه بالنصب، أو تسبه بما يعاقب عليه القانون، ومع ذلك لا يعاقبك القانون لأنك ميهمكش حد وإيدك طايلة!
هل يمكن أن نتوقع من رياضة مشوهة تعتمد على الردح والبذاءة والمؤامرات والاتهامات بالسحر والشعوذة، أن تعود علينا بالفائدة؟ وهل يمكن أن نستثمر فيها على حالها هذه شبابنا وأجيالنا المقبلة؟ وهل نأمل أن نحقق من ورائها أى إنجازات فى المحافل الدولية غير الجرائم؟
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مسعد
اخيرا حد بيفهم