علا عمر

قراءات فى يوم الوقفة

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هلالك هل لعنينا فرحنا له وغنينا، وقلنا السعد هايجينا على قدومك يا ليلة العيد"، هكذا غنت أم كلثوم منذ زمن بعيد، وأصبحت كلمات أحمد رامى ترددها الأجيال عيدا بعد عيد، منذ ١٩٣٩، مع مرور السنين ظهر جيل آخر يحتفل بليلة العيد على طريقته الخاصة (شباب اليومين دول(.

الرجل الخمسينى يرى أن جيله هو آخر جيل يحافظ على العادات والتقاليد فى هذه المناسبة، على لسانهم "إحنا جيلنا بيقضى العيد عبادة، وزيارات وصلة أرحام غير الشباب الوضع اختلف عن زمان (بينتقموا ليلة العيد(".

المحور الأول من مظاهر المخدرات والشرب: أيوا للأسف بيحصل من الغالبية


لما بتنزل ليلة العيد بتلاقى مجموعات من الشباب فى الشارع؛ فى بداية كل ناصية وفى الميادين ويمكن العدد أكتر من عدد التجمعات المعتادة، وأصبح من المعروف جدًا خلاص والمتفق عليه أن الشلل دى سواء مواظبين على المخدرات أو لأ، فهم نازلين "يسكوروا" ويشوفوا الموجود إيه النهارده، أو هنسكور إيه النهارده. المخدرات دى فى الأغلب بتكون حشيش وفى بعضهم بيلجأ للترامادول ومنهم اللى بيلاقى بيع الخمور أسهل لأنها بتتباع بلا أى قيود أو خطر لأنها مصرح ببيعها ومن المعروف أن هناك أماكن كثيرة للبيع فى مصر ورسمى وبيكون الطريق للأماكن وفى أماكن بيع الخمور زحمة جدا للغاية.

ولو سألت أى شاب ليه موضوع المخدرات أو الحشيش تحديدا أصبح عادة محفوظة كل ليلة عيد هاتلاقى الإجابة: بحب أرفه عن نفسى واعمل دماغ (بجوينتين) وافصل عن ضغط الشغل أو الدراسة لو بيدرس أو أكسر الملل من الروتين، أنا عارف أن ده غالبًا مش صح، بس أنا متعود على كده أنا وأصحابى نقضى ليلة العيد فى الدماغ والضحك والتهييس .

من فترة شاهدت حوارًا لدكتور علم نفس فى التلفزيون كان بيتكلم أن ظاهرة الاحتفال بالعيد من خلال تعاطى المخدرات ظاهرة قديمة زادت وترسخت بسبب انخفاض الوازع الدينى (أنا مش موافقة بالمناسبة على انخفاض الوازع الدينى) النقطة دى تحديدا. لأنه مفيش أكتر من الحديث فى الدين والأديان والقنوات الأيام دى .

الدكتور النفسى مشكورا بطبيعة عمله قابل كتير من الشباب وكانوا بيبرروا اللى بيعملوه ده بأنهم عايزين يكسروا الملل ويسايروا المناخ العام، وشدد أن ده من علامات انحدار المجتمع أخلاقيًا خاصة أن الظاهرة دى مش بتقتصر على الشباب فاقد التعليم أو شباب الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية لكنها تمتد لجميع طبقات المجتمع بخلاف درجاتهم العلمية.

نصيحة: خدوا بالكم لو لقيتوا عربية بتتطوح يمين وشمال، أبعدوا عنها على قدر الإمكان لأن حوادث الـ"وقفة"...مختلفة..عن أى يوم تانى مختلفة كتير .

المحور المهم والثانى تضاعف التحرش وتفاقم الظاهرة فى العيد !!!


فى دراسة أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة صدر عنها أن 62% من الرجال فى مصر تتحرش لفظيا أو عمليا بس نتيجة للمحور الأول (انتشار المخدرات ورواجها و الزحمة التجمعات والشلالية) التحرش بيوصل لنسبة 90% أو اكثر مُعتادة اللمة فى الشوارع والجناين، والجرى ورا بعض فى مجموعات، فما بتبقاش عارف إنك كان ده تحرش والمفروض تتدخل وتتصدى، وتكون إيجابيًا.. ولا دول أصلًا صحاب وبيرخموا على بعض، ولا دى محاولات للتعارف بس بعنف؟ ولا ده إيه (شكل سىء ومحزن).

ولكن الأكيد أن نسبة التحرش بتعلى وبيخلص يوم العيد بكم من الڤيديوهات المصورة والمنتشرة أونلاين لحوادث مؤلمة لبنات، للأسف كان لا خيار أمامها إلا الشوارع علشان يتفسحوا فيها أو الجناين وهما طبعا أحرار لأن دى بلدهم وشوارعهم ولهم حق أكثر من المتحرش المتربص بالقانون.
طب لو التحرش نسبته أصلًا عالية عندنا: ليه بتزيد جدًا فى العيد؟ الإجابة فى النقطة الأولى.

الظاهرة الثالثة والهامة: زحمة سينمات وسط البلد


وسط البلد هو المقياس الحقيقى لذوق الجمهور وخصوصا فى العيد، معظم المستويات المختلفة تتوالى على السينمات، سعر التذكرة مش غالى، وجمهور وسط البلد لا يبحث فى يوم زى ده الا عن تهوية الدماغ والتسلية، يعنى ولا حتى فارق معاه اسم الفيلم، حتى ممكن الجمهور يقول عاوز الفيلم بتاع كذا (باسم الممثل)، هو فعلا مش فاكر اسم الفيلم، لكن شىء مساير للجو العام أو الدماغ فى وقت زى ده مش هايشغلها فيلم زى ده ولذلك المصدر الأساسى لإيرادات أفلام شركات الأفلام التجارية هى سينمات وسط البلد .

طيب ليه السبكى بينجح مع سيكولوجية جمهور وسط البلد الإجابة فى النقطة التانية والأولى نتيجة طبيعية
ليلة العيد ليست مجرد وقفة ولا مجرد ليلة احتفالية هى ليلة بيظهر فيها حقيقة اهتمامات (معظم الشباب المصرى) كلها بشكل مميز جدا، ولو سلوكه دل على شىء فهو لا يدل على غياب الدين والوعى، لأن دلوقت هناك شيخ فى كل حكاية، والحديث عن الدين أكثر من فترات كثيرة فاتت على البلد... سلوكه يدل على حالة نفسية من الملل واللامبالاة والفضاء مسيطرة على السواد الأعظم من الشباب لذلك يبحث عن أى فرصة متاحة للانفجار ودى كانت متمثلة فى أى شىء ممنوع (مخدرات، تحرش، أفلام تساير سلوكياته وبطلها لا بد أن ينتصر. بالنهاية. يوم الوقفة ليس احتفالية لكن فرصة للخروج عن المألوف كل عام ومصر والمصريين بلا مخدر أو تحرش، أو أفلام دون المستوى.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

نهي الصياد

ممتاز المقال. وفعلا كل اللي قلتيه بيحصل بالملي كأنك فى الشارع

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل

انتي مش شايفة انك متحاملة جدا ع الشباب يا استاذة علا.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة