الإدارة الأمريكية تستخدم الصحافة والميديا طوال الوقت فى تشويه خصومها أو تلميع أتباعها وذيولها، وفى تمهيد الأرض والعقول لما يمكن أن تتخذه من قرارات سياسية أو تحركات عسكرية، ويبدو ذلك واضحا لدرجة الفجاجة فى المواجهات الكبرى، ولنتذكر مثلا الأفلام الأمريكية ضد الاتحاد السوفييتى السابق ونمط الشخصيات السوفييتية أو الروسية كما تم تصويرها فى السينما الأمريكية، وينطبق الأمر على مواجهة الصعود الاقتصادى الصينى بسلسلة أفلام مشوهة عن العصابات الصينية والمخالفات القانونية لرجال الأعمال الصينيين وتقديم البطل الأمريكى الذى ينتصر فى النهاية على الوحوش الروسية أو الصينية وفيما يتعلق بمصر وعدد من دول الممانعة التى لم تقبل الانبطاح أمام مشيئة أوباما، تسعى الإدارة الأمريكية إلى استنزافها بصراعات محدودة وعمليات انتحارية تنفذها عصابات إرهابية صناعة أمريكية، حتى نصل إلى نقطة التحول التى تريدها الولايات المتحدة فى طول البلاد العربية جنوب وشرق المتوسط وحتى الخليج العربى، وهى الحرب الأهلية لخمس سنوات مقبلة.
خمس سنوات من الحرب الأهلية المستمرة كفيلة بتقويض كل أركان الدول العربية القائمة وهدم مؤسساتها الصلبة وتفجير مجتمعاتها إلى عناصرها الأولى الدينية والإثنية وظهور العصبيات والطوائف، فتظهر الشيعة والسنة وتنشب بينهما الحرب، ويظهر المسلم والقبطى وتنشب بينهما الحرب، ويظهر السلفى المتطرف والعلمانى رافعا شعار الدولة المدنية وتنشب بينهما الحرب ويظهر العرب والبربر والنوبيون والبدو والتركمان واليزيديون والعلويون والموارنة إلى آخر الإثنيات التى تشكل المجتمعات العربية وتنفجر فى حروب طاحنة لا منتصر فيها إلا الإدارة الأمريكية وبرنامجها عن إعادة تقسيم وتشكيل البلاد العربية ما بعد الفوضى الخلاقة. إذن، تقرير واشنطن بوست الفضيحة حول الإبادة الجماعية فى مصر لم يكن الأول ولن يكون الأخير فى الهجمات الإعلامية والمعلوماتية ضد مصر، رأس حربة دول الممانعة العربية.
وللحديث بقية
موضوعات متعلفة...
- فضيحة «واشنطن بوست» - «1»
- فضيحة «واشنطن بوست»- 2
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل صابر
الإنذار المبكر
عدد الردود 0
بواسطة:
أبوحميد
المشكلة فى النهاية تكمن فينا فالبلاد العربية كل مرة تنساق وراء المخططات الامريكية دون تعقل