من أهم اللقاءات التى عقدها الرئيس السيسى فى نيويورك، لقاؤه مع رموز المجتمع السياسى الأمريكى وأبرز المستشارين السياسيين للإدارة الأمريكية وكبار أعضاء مجلس النواب، فقد ضم اللقاء أسماء لها ثقلها مثل هنرى كيسنجر وبرينت سكوكروفت وستيفن هدلى، وريتشارد هاس ودينيس روس وويزلى كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلنطى، والأدميرال وليام فالون قائد المنطقة المركزية.
قد لا يكون من ضمن هذه الكوكبة، مصمم برنامج الفوضى الخلاقة فى منطقة الشرق الأوسط، لكن من بينهم بالطبع هنرى كيسنجر المسؤول عن تحييد مصر بعد انتصار 1973 وواضع سياسة الولايات المتحدة الخارجية لسنوات طويلة، كما أن بينهم دينيس روس المبعوث الأمريكى للسلام فى منطقة الشرق الأوسط والذى شهدت المنطقة العديد من الحروب خلال جولاته المكوكية بين تل أبيب وواشنطن والقاهرة وعمان.
فى مواجهة هؤلاء الكبار صانعى السياسة الأمريكية كان من الضرورى أن يعلن الرئيس السيسى ثلاث نقاط أساسية، تمثل موقف مصر الثابت تجاه أمنها القومى وأمن المنطقة، أولها أن مصر لن تتوقف عن مواجهة الإرهاب المزروع شيطانيا فى شمال سيناء أو على الحدود الغربية مع ليبيا، بما يعنى أنه لا أمل لأى مشروع يطمح فى خلخلة سيادة الدولة المصرية وهز أمنها من خلال الجماعات الإرهابية المرتزقة وشركات الأمن الدولية التى تتحرك عبر الحدود.
النقطة المهمة الثانية التى أثارها السيسى، تتعلق بوضوح بضرورة الحفاظ على كيانات دول المنطقة ومؤسساتها وصيانة أمنها القومى، محذرا من اللعبة الخطرة التى تلعبها الدول الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة دون أن يسميها بخلخلة السلطة المركزية فى الدول العربية لتحل محلها الجماعات المتطرفة مثل داعش والإخوان والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من العصابات التى لا تعمل إلا على تقويض سيادة وتماسك المجتمعات وهدم الدول نهائيا.
النقطة الثالثة المهمة التى أثارها السيسى، تناولت مسؤولية الولايات المتحدة عما يحدث فى المنطقة، هل تريد واشنطن تقويض الدول المستقرة وتفتيتها لصالح الجماعات الإرهابية شديدة الخطورة، أم أن على واشنطن دعم استقرار تلك الدول ومحاربة الإرهاب؟ السيسى بالطبع دعا الولايات المتحدة بعبارات دبلوماسية إلى حماية الاستقرار ومواجهة الإرهاب، لكن كبار صناع السياسة الأمريكيين والمسؤولين عن كثير مما يحدث حاليا فهموا الرسائل التى أراد السيسى توصيلها إلى الإدارة الأمريكية الحالية والإدارة المقبلة. لذلك لم يكن غريبا أن يعلق كيسنجر بعد اللقاء قائلا: الرئيس السيسى لديه فهم عميق لما يجرى بالمنطقة، لكن الوضع أكثر تعقيدا عما قبل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زكية محمد
ولهذا كله واكثر
عدد الردود 0
بواسطة:
عطية شاهين
أكابر الشر