بديهى جدا أن الإدارة علم وفن.. أنحنى احتراما وتقديرا للذين يقولون إنها موهبة.. ويبقى الفيصل بين هؤلاء وأولئك فى التجربة.
اقتربت من الأستاذ «إبراهيم سعدة» فتعلمت القدرة على الحسم بالانفعال مع ابتسامة.. وطوال فترة اقترابى من الأستاذ «إبراهيم نافع» علمت أن الإدارة هى صمت شديد الصرامة.. وعلمت عن «مصطفى وعلى أمين» أنها حالة تفاعل بين الرئيس والمرؤوس، يختلط فيها الصمت بالصخب والهدوء مع الانفعال.. أما الإدارة عند «أنيس منصور» فهى الغموض الذى يصعب- إن لم يكن يستحيل- تفسيره!! وكانت عند الأستاذ «محسن محمد» عبارة عن تجربة وخطأ، دون داع للحديث عن الذين يمارسون الإدارة على أنها لعبة «الثلاث ورقات» أو أنها حالة عشوائية تنتهى إلى نتائج لا يعلم غير الله أولها من آخرها!!
الإدارة عند الساسة تختلف عن الإدارة فى كنف أهل الاقتصاد.. وإدارة مؤسسات الإبداع لا علاقة لها بإدارة الهيئات النظامية بالمعنى العسكرى أو المؤسسى فى المجتمع المدنى.
هذا كلام «دمه تقيل» يمكن أن يكون له معنى إذا حاولت تفسيره أو فهم مغزى طرحه فى تلك اللحظة.. فنحن نعيش زمن الإدارة «حسب ما تفرج»!! وأعنى بذلك اختيار المدير باعتباره من «أهل الخطوة».. يعنى لا هو من أهل الثقة، ولا هو من أهل الخبرة.. المهم أن يكون المدير رجلا منضبطا كأجهزة الهاتف المحمول أو الكمبيوتر .. أقصد أن يكون رجلا رقميا- ديجيتال- لا يقدم ولا يؤخر.. فهو عند الذين يختارونه ينفذ كل ما يطلب منه وفق خطوات تسلم إحداها للأخرى دونما أدنى اجتهاد مع النص.
الإدارة فى المؤسسات الصحفية تتطلب خبرة طويلة وعريضة وعميقة.. يتمتع بها كثر من أولئك الذين رحلوا عن مواقع القيادة.. ومريض بها قلة منحرفة من الذين يمارسونها حاليا.. لكن الرياح تأتى معهم عكس ما تشتهى السفن.. ربما لأنهم جاءوا فى زمن غير زمنهم.. فالعلم لا يمكن أن يتزوج العشوائية.. والإبداع فى حالة خصومة دائمة مع الجهل والغباء.. وخلط الماء مع الزيت أمر مستحيل.
ملحوظة: سبق أن كتبت هذا الكلام قبل سنوات.. هل تغير شىء بعد ثورتين؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة