اتفق كل بنى آدم عليه السلام، على أمور عدة منها أن يكون لهم جميعًا حلم واحد يسعون لتحقيقه بشتى الطرق والوسائل، وهذا الحلم الذى اتفقت عليه البشرية، تكمن تفاصيله فى الإجابة عن التساؤل المطروح دائما عن ما يمكن أن يتمناه الإنسان لنفسه، إذا منحناه الحرية فى الاختيار.. أن يكون سعيدا ومستمتعا بالحياة، وأن يحصل على كل ما يريده وقبل كل شيء أن يكون على طبيعته خيرا وليس أداة لأى شر، لذا فان الإنسان العاقل يدرك أن كل ما يتمناه لنفسه هو أن يعيش فى "نعيم" ويعلم أن هناك طرقا عدة للوصول إلى هدفه وتحقيق ما يحلم به، حتى وإن كان هذا النعيم سُمى فى الأديان السماوية بأنه "جنة"، وآخرون أطلقوا عليه أسماء أخرى فى ديانات ومعتقدات أخرى، إلا أنه يبقى حلما واحدا يسعى لتحقيقه كل إنسان يدرك أن ما يحلم به هو انتصار يجب أن يكون، لأنه نصرة لكلمة الله خالق كل شىء وصاحب كل شىء فى المعركة الحقيقية لهذا الإنسان مع "الشيطان".
الإنسان الذى يدرك حقًا أن ما يمر به معركة حقيقية وليست معركة ابتدعها هو مع بنى جنسه، يحارب خلالها عدوه بسلاح "كلمة الله" التى تحمل سر المتعة الدنيوية، التى يجب أن يبحث عنها أحفاد آدم عليه السلام فى هذا الزمان، مثلما فعلت أجيال أخرى سابقون لنا، نعلم أخبار انتصارها ونؤمن بما فعله كل منهم سواء كانوا أنبياء أو رسلا أو حتى رجال صالحين ومؤمنين.. المعركة الحقيقية التى نخوضها ليست بين فكر وآخر أو طائفة وأخرى، بل هى لكل البشرية فى مواجهة "الشيطان" أو أيًا كان اسمه فى ذاكرة وتاريخ كل قوم منا.. لكن اللافت للنظر أن هناك شعورا واحدا لدى كل بنى آدم، حاول بعضنا وصفه بأنه شعور بالغربة أو عدم الاستقرار أو حنين لشيء لا ندركه، وآخرون افترضوا أنه احتياج دائم لمن له الاحتياج، والحب وخالق صاحب كل قلب سبحانه الله، ومن بين ما يمكن افتراضه أنه حنين للعودة للحياة، التى خُلق من أجلها الإنسان وهى "الجنة"، التى اتفقنا عليها حلما واحدا يصاحبه شعور واحد .
البحث عن النعيم أو ما سميناه المتعة الدنيوية يتطلب معرفة كلمة الله الذى خلق كل شيء ويمدنا ويدعمنا فى معركتنا الحقيقية ويحثنا على النصر، فيجب أن ننصر كلمته فى كل قول وكل فعل، هذا حال اتفاقنا جميعا على "الحق فى الحياة" ولا يمكن الخلاف فى ذلك مع العاقلين، لذا فإن الاستمتاع بالحياة والرغبة فى أن نعيش مخلدين، هى رغبة لا تفارق أى واحد من بنى آدم عليه السلام، ولا يمكن إيجادها إلا فى محاولة تحقيق الحلم "الجنة"، والقضاء على شعور يسكن فى قاع ما بداخلنا، لنحيا مخلدين فى حياة خلقت لنا وخلقنا لها قبل بدء معركتنا الحقيقية مع "الشيطان".. القضاء على أى فساد ومعاقبة من ارتكبه هو انتصار لكلمة الله وبناء وطن قائم على العدل والحرية هو طاعة لله، ونصر لكلمته، إن كنا عاقلين.. البحث عن الحقيقة وقولها وامتلاك أخلاق حسنة وطيبة والحرص على الانتصار للخير ومحاربة كل شر إرضاء لله وهو متعة الحياة الدنيوية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة