وفيات الحجاج المصريين هذا العام من أعلى معدلات الوفيات فى تاريخ بعثات الحج المصرية، بعضها يعود إلى حوادث استثنائية مثل حادثة ونش الحرم الذى أطاح بعشرات الحجاج فور سقوطه، وكان من بينهم خمسة مصريين، وحادثة التدافع المأساوى فى مشعر منى، التى حصدت خمسة وخمسين حاجا مصريا حتى الآن وعشرات المصابين، بالإضافة إلى ثلاثة وثلاثين من ضيوف الرحمن المصريين الذين توفوا لأسباب مرضية طبيعية.
المتوفون من الحجاج المصريين بصورة طبيعية لأسباب مرضية، نسأل الله لهم المغفرة وأن يرحمهم رحمة واسعة، والمتوفون نتيجة أخطاء الإهمال وسوء التنظيم، نرجو لهم المغفرة والرحمة أيضا، ونطالب رئاسة بعثة الحج ووزارة الأوقاف والوزارات المعنية الأخرى، بالعمل الجاد على صرف التعويضات المستحقة لأسرهم فى أسرع وقت ممكن ودون أن يتكبدوا أى مشقة أو عناء، بالإضافة إلى تعويض المصابين بما يرضيهم ويخفف عنهم ما لاقوه من فزع وألم بدنى ونفسى.
وإذا كان إجمالى الوفيات قد بلغ حتى الآن ستة وتسعين من الحجاج المصريين، فإن مائة وعشرين حاجا مصريا آخرين مازالوا مفقودين، لا تعرف بعثة الحج عنهم أى معلومات، اللهم إلا إرسال مندوبين إلى المدافن الجماعية التى أعدتها سلطات السعودية لمن لم يتم التعرف عليهم من ضحايا حادث منى، ولا تعرف أسرهم عنهم شيئا أيضا إلا من خلال الشائعات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، حيث تجتهد كل أسرة للربط بين الصور المنتشرة على المواقع وبين مفقوديها، دون أن تصل إلى معلومات مؤكدة.
ماذا ستفعل بعثة الحج ووزارة الأوقاف والوزارات المعنية الأخرى لحل أزمة الحجاج المصريين المفقودين؟ رئاسة البعثة تقول إننا ننتظر انتهاء التفويج وعودة الحجاج حتى يتم الحصر الكامل للمفقودين والتوصل إلى معلومات إضافية حول المفقودين، ولكن أهالى المفقودين يتساءلون: إذا كان الحاج غائبا منذ خمسة أيام لم يعد إلى مقر حملته أو بعثته ولم يهاتف أهله تليفونيا ولم يكن فى عداد المصابين الذين عثر عليهم، فلماذا الانتظار وتأجيل إعلان وفاته؟ على الأقل لضمان حقوق أسرته بدل أن يكون «موت وخراب ديار».
المطلوب الآن وفورا، إعداد قوائم بجميع المفقودين المصريين، بدءًا من تاريخ خروجهم من مصر بتأشيرات صحيحة من المطارات المصرية ووصولهم لأراضى السعودية ودخولهم بتأشيرات صحيحة، وإثبات تغيبهم لأيام بعد حادث مشعر منى، تمهيدا لاستخراج شهادات الوفاة الخاصة بهم من السلطات السعودية وإبلاغ أسرهم فى القاهرة بوفاتهم مع التعهد بضمان حقوق أسرهم بالكامل. ونسأل الله لهم جميعًا الرحمة.