6 نصائح صينية لمصر

ماذا لدى الصين لنأخذه فى مصر؟

بالطبع يقفز هذا السؤال مع زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى هذه الدولة التى استطاعت، فى سنوات قليلة، أن تغزو كل بيت مصرى بمنتجاتها، وفى عام 2011 طرحت هذا السؤال على العالم المصرى الأمريكى الكبير الدكتور طلال عبدالمنعم واصل الذى استشهد به كثيرا، لأنه من القامات العلمية العظيمة التى تعمل لمصر فى صمت.

كان الدكتور طلال يسرد تجارب عالمية فى التقدم كى نستفيد منها، فى قوت كان الأمل والطموح هائلا بعد ثورة 25 يناير، وعن الصين قال إنه من الضرورى النظر إلى تجربتها نظرة شاملة، ولا نتوقف فقط عند تجربتها فى البحث العلمى، فخطة تطورها وازدهارها وتقدمها الاقتصادى هى المناسبة لمصر، وهناك ست خطوات اتبعتها يجب على مصر أن تنظر إليها جيدا وهى، وجود حكومة جديدة وضعت خطة قومية لنمو الاقتصاد فى مجالات عديدة، وهذه الخطة تنفذ فى وقت محدد، وصرامة حكومية فى محاربة الفساد والرشوة بأقصى العقوبات، وعدم السماح بالتلاعب بالمستهلك المحلى، والتركيز على المحاور الرئيسية للتقدم، مثل إنشاء أحدث أبنية تحتية، وأكبر شبكة للقطار السريع، والتوسع فى المطارات، والتركيز على المشروعات القومية والبحث والتطوير والصناعة فى الفضاء والدفاع والطاقة والنقل.

أما مسألة جذب الاستثمار الخارجى فتتم ليس عن طريق الاستثمار المالى فقط، بل بجذب الشركات العالمية لفتح المصانع والاستفادة بالأجور القليلة، وفى نفس الوقت تؤهل الدولة العمالة بدرجة تؤدى إلى توليد الإنتاج المناسب للمستوى العالمى، والتركيز على التصدير إلى جميع أنحاء العالم، ومن كان يتخيل أن الصين بها الآن أكثر من 50 بليونيرا «عام 2011».

يعطى الدكتور طلال مثلا واحدا على كيفية إدارة هذا البلد العملاق لطاقته البشرية وتوجيهها قائلا: «كلنا نسمع عن شركة «آبل» وهى باختراعاتها فى الحواسب وأجهزة الموسيقى والفيديو، يعمل بها 50 ألف موظف من أمريكا، وهم على أعلى درجة من العلم والإدارة والمهارة، لكن الشركة بها مليون صينى فى الصين يصنعون منتجاتها، والاستفادة هنا متبادلة»، واختتم «طلال» كلامه بإشارة مهمة قائلا: «من خمس سنوات كان عدد حاملى شهادات الماجستير فى الصين ربع العدد الموجود فى أمريكا، وفى 2010 ارتفع عدد الصينيين إلى ضعف العدد الأمريكى».