سيدى سلمان الفارسى، رضى الله عنه، صحابى جليل ومفكر ومقاتل شريف وقف مع الإسلام من أول لحظه بعد أن أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بالدين الخاتم، عاش حياته يبحث عن الحقيقة، عن الدين الحق، لأنه نشأ فى بلاد فارس، حيث كانت عبادة النار هى السائدة، كان والده «دهقان أرضه» وكان يحب ابنه سلمان حبا شديدا وكان رافضًا لاعتراض ابنه على عبادة النار، ولقد صدم والده عندما قال: «كيف أعبد النار وأنا الذى أشعلها»، وانتهى الجدل والصراع الفكرى بين الابن والأب بمغادرة الابن بلاد فارس وتجوله فى بلاد الشام، حيث انتشرت اليهودية والمسيحية، فعمل مع العديد من رجال الدين، وكانت الرؤى والعلوم الدينية لرجالات الأديان القديمة تشير نحو الجزيرة العربية، حيث التنبؤات الدينية قالت إن النبى الخاتم على وشك أن يظهر ليدعو الناس إلى الدين الخاتم، وإن اسمه احمد أو محمد.
كل هذا دفع سيدى سلمان الفارسى، رضى الله عنه، للسعى للذهاب إلى الجزيرة العربية، فالتقى بمجموعة من العرب عائدين بعد أن باعوا واشتروا من الشام فعرض عليهم أن يأخذوا كل ما يملك من ماشية ويسافر معهم، فقبلوا عرضه وسافر معهم، ولكن فى نهاية الرحلة باعوه كعبد لرجل فى المدينة المنورة.
بدأت فى هذه الفترة إرهاصات النبوة تظهر، من بينها أن يهود خيبر قاتلت غطفان، وكان دعاء اليهود لينتصروا هو «اللهم إنا نسألك بحق محمد النبى الأمى الذى وعدتنا أن تخرجه لنا فى آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم» فهزموا غطفان، فلما بعث النبى، عليه الصلاة والسلام، كفروا به.
وعندما حل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان سيدى سلمان الفارسى، رضى الله عنه، قد عرف أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا يأكل من الصدقة، ولكنه يأكل من الهدية وأنه يوجد خاتم النبوة بين كتفيه، قرر أن يتأكد من العلوم التى عرفها من النساك والرهبان والزهاد فجمع تمرا وذهب به للنبى، عليه الصلاة والسلام، وقدمه إليه، وقال له إن هذه صدقة له ولأصحابه، فأخذها النبى وقدمها لأصحابه ولم يأكل منها، وبعد فترة عاد إلى مجلس النبى، عليه الصلاة والسلام، وقدم له التمر، وقال إن هذا التمر هدية، فأخذه النبى، عليه الصلاة والسلام، منه وأعطاه لأصحابه، ولكنه أكل منه، وبعدها حاول أن يرى خاتم النبوة، فقال له النبى: «تعال يا سلمان وانظر» وكشف له عن خاتم النبوة لكى تكتمل العلامات الثلاث ويطمئن قلبه ويستريح بعد رحلة البحث عن الحقيقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
MIA
قصة ترتقي أن تصور كأحداث مسلسل