صدق الفنان محمد هيندى عندما غرد على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» قائلا: «مواقع الصراع الاجتماعى.. احنا بندخل عشان نتخانق مش نتواصل»، هذه حقيقة نعيشها اليوم، تحولت مواقع التواصل الاجتماعى سابقا إلى مواقع صراع وصدام اجتماعى حاليا، لم نعد نتواصل ونترك التعليقات ونتناقش ونختلف باحترام، ولكن أصبحنا نسب ونقذف بعض ونلقى التهم جزافا دون أى تعقل ونطلق الشائعات هنا وهناك دون أى أدلة أو تحقق، فقدنا احترام الكبير مقاما أو سنا، فقدنا التماس الأعذار للصغير حديث الخبرة، الاشتباك الحاد الخارج عن إطار الأدب والذوق العام هو الغالب على مواقع التواصل.
لم نعد نفرق بين الحوار فى الأماكن المغلقة، وعلى القهاوى، وعلى العام أون لاين، لم نعد نفرق بين ما تقوله لعزيز لديك حين تختلف وما تقوله لفنان أو شخصية عامة أو شخص لا تعرفه إلا فقط أون لاين، منا من اعتاد على تلقيح الكلام على الغير دون ذكر اسمه، ولكن ما بين السطور يفضحه، ومنا من قرر أن يرد على هذا التلقيح باستنتاجاته التى قد تحمل الصواب والخطأ، وأصبحت عبارات الكيد والغيط والتلقيح هى العبارات الأشهر على مواقع «الصراع» (موتوا بغيظكم، موجهة، كل واحد عارف نفسه.. إلخ).
وأنا من مؤيدى وجهة النظر التى تتبنى أن مواقع التواصل الاجتماعى حتى وإن كانت تنتمى إلى العالم الافتراضى فهى انعكاس لمظاهر وشكل العلاقات الإنسانية فى المجتمع، خاصة للفئة العمرية التى تستخدم هذه المواقع وتعدها جزءا لا يتجزأ من حياتها اليومية، لذلك أرى أن ظاهرة الصراع الاجتماعى لن تنحصر فقط فى العالم الافتراضى ولكن ستنعكس على مجتمعنا، وأعتقد أن شرارة ذلك قد بدأت، ولابد أن يكون هناك وعى ألا نسمح بتفاقمها ونحاول أن نردها إلى دورها الطبيعى من تبادل المعلومات والخبرات ونشر ثقافة النقاش والسماح بصداقات متعددة مختلفة وليس صراعات تولد من خلالها، وقد أثبتت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون أن مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة أهم أسباب تغير سلوك البشر ومصدر رئيسى للشعور بالقلق والتوتر مقارنة بالسنوات التى تسبق ظهور تلك الطفرة التكنولوجية الحديثة، وذلك حسب ساعات التواجد عليها، ولا استثنى نفسى بأننى من مدمنى استخدام هذه المواقع الاجتماعية، ونظرا لأننى وجدت أن الصراعات والخلافات أكثر حدة وخروج عن الأدب والذوق على موقع تويتر فقد قلصت تواجدى عليه بشكل كبير وأصبحت أستخدم بشكل أكبر الفيس بوك الذى تتحاور وتتناقش فيه مع أصدقاء تعرفهم بأشكال مختلفة وليس أعدادا كبيرة من متابعين وحسابات وهمية تشعل الصراعات والصدامات بشكل يفقد التحكم فى الذات والانفعال، لابد أن يكون هناك حل لتحجيم هذه الصراعات، سواء الافتراضية أو الواقعية، ونشر ثقافة التسامح فى الاختلاف قبل أن يتحول المجتمع من كثرة الصراعات والصدامات إلى قنبلة موقوته تنفجر وتفتت مجتمعنا وتحوله إلى أشلاء يصعب تجميعها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميدو
تنعون نتاج ما قدمت أيديكم من سنة سيئة .
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
اخر خبر
عدد الردود 0
بواسطة:
أم فوزى - مدمنه فيسبوك و تويتر و وواتس أب مؤخرا
مناضلى الفيسبوك و تويتر هم طليعه الثوره و هم أمل مملكه الجهل و روح الأكتئاب النفسى
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
آخر رحلاتك الخارجية باريس والأخيرة أن شاء الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
الحمامات العمومية الفيسبوكية
عدد الردود 0
بواسطة:
dr.khalid
مواقع التناحر والإقتتال الغير إجتماعي أنتم من أرسيتم قواعده