منذ أن أسقطنا الرئيس الإخوانى محمد مرسى وجماعته، وكم الحقائق التى يتم الكشف عنها حول الجرائم التى تورط فيها مرسى وتنظيمه يجعلنا نصف مرسى وجماعته بأنهم عصابة حاولت السطو على مصر لصالح التنظيم الدولى وبعض أجهزه الاستخبارات العالمية والمحلية، والدليل أن مرسى يحاكم الآن بتهمه تسريب وثائق ومعلومات إلى دولة قطر تضر بالأمن القومى، وأنه تم استخدم المعلومات التى لصالح جهازى المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما يعنى أن مرسى لا يحاكم فقط على أنه رئيس فاشل، بل لأنه خان الله والوطن والشعب، فعشرات القضايا المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى ارتكبها هذا الرئيس الفاشل فى أقل من عام واحد هى مدة حكمه، فما بالنا لو لم يقم الجيش بعزله بعد أن خرج الشعب على حكمه؟
ومنذ سقوط مرسى ونحن نكتب ونطرح عشرات الأسئلة من نوعية: لماذا يحاكم المعزول مرسى؟ هل نحاكمه لأنه ارتكب جرائم قتل أو فساد مالى أو سياسى أو قضايا تخابر مع حماس أو القاعدة أو حتى إسرائيل؟ وماذا لو حصل هذا المعزول على البراءة؟ أسئلة كثيرة تداعت أمامى عندما صدر قرار إحالة مرسى للجنايات بتهمة التخابر مع قطر وبيع أسرار مصر بملايين الدولارات، بالإضافة إلى محاكمته فى قضايا أخرى ارتكبها مرسى ونظامه أعتقد أنها لا تختلف كثيرا عن قضايا مشابهة للرئيس المخلوع مبارك ورجال نظامه وأغلبهم حصل على براءة فى مثل هذه القضايا.
إذن لماذا نحاكم مرسى وقبله مبارك؟ الحقيقة أن مشهد هذه المحاكمات هو الذى يسعدنى لأنها جعلت كل من يفكر فى الجلوس على كرسى الرئاسة يفكر ألف مرة، لأن عصيان الشعب له أقرب من غمضة عين، ويكفى أن الإطاحة بمرسى لم تبدأ فى 30 يونيو، بل بعد ساعات من اختياره رئيسا للبلاد عندما وقف فى ميدان التحرير يقول: «وما أدراك ما الستينيات»، وهى العبارة التى أظهرت أن مرسى مجرد مندوب للإخوان، هذا هو مرسى الذى يحاكم الآن، ولا يهمنى هل سيحكم عليه أم سيفرج عنه، المهم أنه رئيس فشل فى حكم مصر وفضل أن يكون مندوب الجماعة، والنتيجة أنه تحمل كل خطايا الإخوان وجرائمهم، ورغم كل هذه الأسئلة لم نصل إلى إجابة عن سؤال هل يصفح شعب مصر عن الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته أم سيواصل المحاكمة والتنفيذ على هؤلاء الجناة المجرمين الذين أفسدوا مصر والمصريين؟!