«يا أيها البحر لا تبكى وتبكينا.. متى ستعرف أن الموج موطننا.. فليس من بلد فى البر يأوينا».. بهذه العبارات رثى أحد مستخدمى موقع تويتر الرضيع السورى الذى لفظته أمواج البحر الأبيض المتوسط على شواطئ تركيا، وهزت ضمير العالم كله إلا العرب، لم تخرج المسيرات ولم تصدر بيانات رسمية أو ودية، تنعى مأساة هذا الرضيع الجميل، ويبدو من منظر جثته كمن خرج ليحتفل بالعيد، وارتدى تيشيرتا أحمر وشورتا أسود وحذاء جديدا، وكان البحر رحيما به عن الإنسان، فسحبته الأمواج إلى الشاطئ، قبل أن يغوص فى القاع وتلتهمه الأسماك، ليفضح خزى المجرمين، الذين شردوا شعبا آمنا يفر من الموت حرقا إلى الموت غرقا.
أمريكا هى القاتل ومعها حلفاؤها الغربيون وشركاؤها من العرب، وأطلقوا فى المنطقة وحوشا متعطشة للدماء، وجلسوا يستمتعون بفيديوهات قطع الرقاب، وإغراق الأحياء فى أقفاص حديدية، وشى البشر المقيدين كالخراف على نار هادئة، وقطع الأيدى والأرجل والرمى من البنايات العالية، والمتاجرة بالنساء الإيزيديات فى أسواق النخاسة.. أمريكا التى ركبت دبابة حقوق الإنسان لتغزو المنطقة، دهست الإنسانية وسحقت الضمير، وأطلقت داعش ليحاربوا الشيعة، ثم تحالفت مع الشيعة ليعيدوا قتل السنة، وأمدت كل الأطراف بالسلاح والأموال، فحرقوا المسجد الأموى العظيم وقبر صلاح الدين، وهدموا رموز الحضارة والتاريخ، واسألوا من جديد دماء الإمام على، الذى شج السفاح «ابن ملجم» رأسه نصفين، وهو ساجد يصلى الفجر.
يا أيها الرضيع الشهيد، مثواك ليس البحر بل أحضان الإمام على، والشهداء الأبرار عند مليك مقتدر، فليس ذنبك أن أبناء وطنك ودينك وعروبتك، تحولوا إلى دمى قاتلة، فى أيدى الاستعمار الجديد، الذى ادخر جيوشه جنوده وأساطيله وطائراته ودباباته، وأطلق فيروس الفناء الذاتى، العراقيون يقتلون بعضهم، والسوريون يحرقون بلادهم، وأصبح الهلال الخصيب قوسا من نار، لا نجاة منه إلا بالهجرة، ومواجهة الموت الأقل احتمالا فى الغابات والصحارى والبحار، ومعسكرات الاعتقال والتشريد.. ويحيا الرضيع الشهيد، الذى أتمنى أن نعرف اسمه وحكايته، ونضع صورته فى كل مكان، رمزا للبطولة والفداء والتضحية، وشاهدًا على زمن الخزى والعار.
عدد الردود 0
بواسطة:
.......
ليست امريكا وحدها
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
العار والخزى للعرب