منذ انهيار حكم جماعة الإخوان الإرهابية، يعمل السلفيون من خلال الدعوة السلفية وحزب النور، على أن يكونوا بديلا للإخوان فى نظر الأمريكان، وهم يتوهمون أن قرار حكم مصر والسيطرة عليها ما زال فى أروقة البيت الأبيض والخارجية الأمريكية، وأنهم يمكن أن يصلوا إلى الحكم على أساس أن المشروع الأمريكى للمنطقة يقضى بوصول جماعات الإسلام السياسى لحكم البلاد العربية، سواء فى نسخ متطرفة وحشية مثل داعش، أو فى نسخ أخرى تستطيع التجمل وتقديم واجهة سياسية لمليشياتها المسلحة، مثل الإخوان والسلفيين.
ولوقت طويل حاول السلفيون إقناع الأمريكان باعتمادهم ،وسوقوا أنفسهم على أنهم أصحاب حضور كبير فى الصعيد والدلتا ويستطيعون السيطرة على الشارع، كما يستطيعون تنفيذ مطالب واشنطن فى مصر والمنطقة، وفى مقدمتها وقف أى اعتداء على إسرائيل ومنح المسلحين فى سيناء غطاء شرعيا، وكذا اكتساح الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويبدو أن الإدارة الأمريكية صدقت أخيرا مزاعم السلفيين المشتاقين للسلطة، وبدأت فى تقدم الدعم لهم واعتمادهم كبديل للإخوان الذين انعدمت فرصة عودتهم للحياة السياسية بشكل مباشر وينتظرون أن يفتح أحد الأحزاب أو القوائم أبوابا خلفية لهم يتسللون من خلالها لمجلس النواب المقبل، فماذا تريد الإدارة الأمريكية من السلفيين وماذا يريد السلفيون من الإدارة الأمريكية؟
الإدارة الأمريكية تريد شيطنة الإسلام وتدمير المنطقة قبل أن تغادرها، ولن تجد أفضل من الأشكال الحالية التى تجمع بين الإسلام والسياسة بدون اجتهاد حقيقى أو فهم عصرى لضوابط الدين الحنيف، لتنفيذ مخططها لشيطنة الإسلام وتحويله إلى عدو للحضارة والإنسانية، ووصم كل العرب والمسلمين بأنهم سفراء للموت والدمار وإعلان بلادهم بأنها منطقة الخراب التى تعادى العالم بأسره.
أما السلفيون الذين ينامون على أعتاب السفارة الأمريكية ويناوبون فى المعاهد ومراكز البحث التابعة لـ«السى آى إيه»، فهم يتصورون أن بإمكانهم خداع الأمريكيين حتى يصلوا إلى مرحلة التمكين والحكم فى مصر وغيرها من البلاد العربية، وبعدها يحاربون الشيطان الأكبر بالغزوات العنترية والخطب العصماء والعودة بالبلاد إلى نموذج طالبان، وهو بالضبط ما تريده واشنطن وتل أبيب، لخراب مصر والبلاد العربية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة