أوروبا تواجه المهاجرين السوريين بنزعة دينية..خطة إدماج اللاجئين فى المجتمعات العربية هو الحل للأزمة .. والدور العربى لن يتم من خلال إنشاء المزيد من معسكرات اللاجئين

الأحد، 06 سبتمبر 2015 01:24 م
أوروبا تواجه المهاجرين السوريين بنزعة دينية..خطة إدماج اللاجئين فى المجتمعات العربية هو الحل للأزمة .. والدور العربى لن يتم من خلال إنشاء المزيد من معسكرات اللاجئين لاجئين - أرشيفية
تحليل يكتبه: يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى...



الخميس الماضى، حذر رئيس وزراء بلغاريا فيكتور أوربان من موجات الهجرة إلى أوروبا، وتحديدا الهجرة السورية، وقال فى مقال بصحيفة «فرانكفورتر زايتونج» الألمانية: «لا يجوز أن ننسى أن أولئك تربوا فى ديانة مختلفة ويمثلون ثقافة أخرى، ومعظمهم مسلمون وليسوا مسيحيين»، وزاد على ذلك بالقول إن هذه المسألة مهمة جدا، لأن «جذور أوروبا والهوية الأوروبية مسيحية»، وهذه الجذور مهددة بسبب الهجرة غير الشرعية.

وبعده بيوم تساءل الصحفى البريطانى المخضرم روبرت فيسك، عن سبب حرص المهاجرين على «التوجه إلينا- الكفار، طلبًا للمساعدة بدلاً من الذهاب إلى دول الخليج الثرية مثل السعودية»، وقال إن من بين ملايين اللاجئين السوريين، مئات الآلاف فضل عدم التوجه إلى لبنان وتركيا والأردن، بل الابتعاد أكثر فى قوارب لمناطق أخرى غير الأرض التى عاش فيها نبى الإسلام ونزل عليه فيها القرآن.

إذن نحن أمام توجه أو ثقافة أوروبية جديدة تنظر للهجرة من منظور آخر وهو المنظور الدينى، بدأته دولة سلوفاكيا قبل عشرة أيام تقريبا حينما أعلنت أنها لن تستقبل سوى اللاجئين السوريين المسيحيين على أراضيها فى إطار جهود الاتحاد الأوروبى لحل أزمة توافد آلاف اللاجئين عبر البحر المتوسط، وقال وزير الداخلية السلوفاكى إيفان متيك إن «بلاده لن تقبل المهاجرين المسلمين لأنهم لن يشعروا بالاستقرار، وهم فى وطنهم».

خلال السنوات الماضية كانت التحذيرات الأوروبية من الهجرة غير الشرعية كانت تقوم كلها على أسس أمنية، وزادت هذه المخاوف بعد سفر عدد من الأوروبيين إلى منطقة الشرق الأوسط والتحاقهم بتنظيم داعش الإرهابى قبل أن يعودوا مرة أخرى لأوروبا مشكلين تهديدا أمنيا على أوروبا، ورغم أن الدول الأوروبية حاولت بكل التدابير الأمنية والاحترازية والسياسية الوقوف أمام موجات الهجرة فإنها فشلت فى ذلك، لأنها اعتمدت فى الأساس على الحلول الأمنية، ولم تنظر للأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى دفعت الآلاف لاختيار الهجرة غير الشرعية لأوروبا.. وبعدما فشلت كل الاستراتيجيات الأوروبية كان الحل فى اللجوء للطابع الدينى، حتى تضمن الحكومات الأوروبية أن تكون هناك وقفة شعبية مع قراراتها التى تجهز لاتخاذها خلال الفترة المقبلة، فالحكومات الأوروبية بدأت باللعب على وتيرة الدين والحفاظ على تماسك القارة العجوز دينيا واجتماعيا، حتى تضمن أكبر تأييد لها من الداخل، خاصة بعدما بدأت بعض الأحزاب الأوروبية فى استغلال موت أو احتجاز عدد من المهاجرين فى الهجوم على الحكومات القائمة، حتى تحقق أرضية انتخابية على خلفية حقوق الإنسان وحقوق المهاجرين.

ورغم أن الأمم المتحدة قالت إن على دول الاتحاد الأوروبى استضافة ما لا يقل عن 200 ألف لاجئ، وذلك كجزء من «استراتيجية مشتركة» تأخذ مكان النهج التدريجى والمرتبك الذى يسلكه الاتحاد فى الوقت الراهن للتعامل مع أزمة اللاجئين المستمرة، فإن هذا الطلب من جانب المنظمة الدولية لن يلقى أى قبول من الأوربيين، لأنهم فى طريقهم لاستكمال المنظومة الأمنية الخاصة بمكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن هذه المرة برداء دينى بزعم الدفاع عن أوروبا المسيحية من الهجمة الإسلامية.

أمام هذه التضييقات من جانب أوروبا تجاه استقبال اللاجئين خاصة السوريين من بينهم، فليس هناك من أمل سوى أن يكون هناك دور للدول العربية لاستقبال اللاجئين السوريين.

الدور العربى لن يكون من خلال إنشاء المزيد من معسكرات اللاجئين مثل الموجودة فى لبنان والأردن، لكن بأن تكون هناك خطة إدماج للاجئين داخل المجتمعات العربية، وهناك مثال على نجاح هذه السياسة فى مصر، فمصر لا يوجد بها أى معسكرات للاجئين، كما أنها تحولت خلال السنوات الماضية إلى مقصد مهم للإخوة والأشقاء من سوريا والعراق وفلسطين وغيرهم، وربما يعود ذلك إلى أن مصر لم تتعامل معهم باعتبارهم لاجئين، وإنما مثلهم مثل المصريين، فلم تضيق عليهم ولم تفرض عليهم أى استثنئات إلا من عليه ملاحظات أمنية أو له ارتباط بجماعات إرهابية.


اليوم السابع -9 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة