الطريق الذى سلكته حركة حماس فى غزة للتحول من فصيل مقاوم للاحتلال إلى مجموعة من المرتزقة المتعاونين مع إسرائيل على حساب مصالح الشعب الفلسطينى، يستحق الدراسة والتأمل، إذ كيف ارتضى الأشاوس فى الحركة أن يكون كل دورهم هو تحقيق المشروع الصهيونى لبن جوريون باختزال الحق الفلسطينى بتحرير أرضه إلى مجرد دويلة تحت الحصار فى غزة؟
إنها السلطة باختصار، قادرة على إظهار كل عيوب الفاسدين وتجار الشعارات والجشعين الذين يكونون ثروات طائلة على حساب معاناة أبناء الشعب الفلسطينى، فقبل صعود حماس إلى سدة الحكم فى غزة فى انتخابات وحيدة ترفض أن تكررها، كان أعضاء الحركة مجرد أفراد ضمن الشعب الفلسطينى فى محنته تحت الاحتلال، حيث المقاومة حق للجميع وواجب على جميع الفلسطينيين أطفالا وشيوخا ونساءً.
وكانت وحدة الشعب الفلسطينى ووحدة مطالبه جزءا لا يتجزأ من قوة مقاومته وصلابته أمام المشروع الصهيونى الذى يستهدف شق الصف الفلسطينى وإحداث نوع من الخلخلة بين فصائل المقاومة وصولا إلى اقتتال داخلى كما رأينا فى السنوات الماضية وقد تحقق له ما أراد بفعل أطماع قادة حركة حماس وتهاون قادة فتح، حتى وصلنا إلى الوضع المزرى الحالى الذى تحولت فيه حركة حماس إلى مرتزقة تستجيب لمن يدفع أكثر على طاولة السياسة أو على مستوى العمليات المسماة عسكرية.
قطر تدفع لتحقيق شو سياسى وإعلامى بأن لها دورا إقليميا، فتستجيب الحركة وتوفد مفاوضين للجلوس مع الإسرائيليين أو الحوار معهم عبر طرف ثالث. إيران تدفع فتسقط عدة صواريخ تافهة على المستوطنات وترد إسرائيل بقصف أهالينا العزل فى غزة وتسيل الدماء ويسقط الصحايا لا لشىء إلا لأن طهران تريد إثبات قدرتها على التمدد فى المنطقة.
دول الخليج تدفع فتتحول إيران إلى خصم ويجرى عسكرة حماس ضمن معسكر سنى ضد معسر إيران الشيعى فى المنطقة ويبدو الأمر وكأن ما ينقص حماس هو أن تعلن نفسها شركة أمن على غرار «بلاك ووتر» وأن تتحرك بأفرادها من غزة إلى البقعة التى يراد لها أن تقاتل فيها. أين الحلم الفلسطينى فى كل هذا؟ وأين المقاومة الفلسطينية من كل هذا العبث والمتاجرة الرخيصة التى تقوم بها حركة حماس؟
وللحديث بقية.