نحن ننفق 79 مليار جنيه موازنة للتعليم وهى موازنة قليلة لا تفى بحاجات التطوير والمناهج، لكن أيضا ينفق أولياء الأمور 30 مليارا على الأقل دروسا خصوصية، ناهيك عن 30 مليارا أخرى للتعليم الخاص. كل هذا يعنى أن هناك اختلالا فى نظام الإنفاق على التعليم وإدارته، وهل يمكن للمواطن أن يستجيب حال طلب منه أن ينفق ما يدفعه للدروس الخصوصية على التعليم. نظن هذا يمثل مشكلة وسوف تواجهه اعتراضات. بالرغم من أن المواطن يدفع عن طيب خاطر للدرس الخاص والتعليم الخاص، والكورسات الأزمة، ربما لا تكون مادية فقط، مع ملاحظة أن دولا كثيرة كانت أفقر منا فى آسيا نجحت فى إقامة تعليم عصرى ساعدها فى التنمية.
لدينا سؤال سنوى سهل وصعب ولا إجابة عن الدروس الخصوصية، قصة مستمرة من سنوات نتحدث فيها ونناقشها من دون أن نصل إلى حل لها. كل وزير وكل حكومة من ثلاثين سنة وعدت بإنهاء الدروس الخصوصية، لكنها كانت تتضاعف، وتتضاعف، واكتشفنا أن الوزراء أنفسهم يرسلون أولادهم للدروس الخصوصية.
فى الثمانينات كنا نتحدث عن ملايين من جيوب أولياء الأمور. الملايين تضاعفت كل سنة، حتى وصلت إلى 30 مليار جنيه سنويا، وهناك إحصائيات ترتفع بها إلى 50 مليارا حال وضع دروس الجامعات. هذه المليارات بلا عائد. وتحتاج إلى مناقشة واضحة، كيف ننفق مالا يعود علينا، ولا يخرج الطلاب إلى سوق فارغ وبطالة مقنعة أو حقيقية.
كان هناك تصور أن مرتبات المعلمين وأحوالهم لو تحسنت يمكن أن تنتهى الدروس الخصوصية. ثم أن الموازنة تنفق أغلبها على الرواتب والأجور ولا يبقى منها شىء، وهل يمكن مضاعفة الأجور للدرجة التى يتم فيها بالقانون حظر الدروس الخصوصية؟.
كلنا يقرأ ويتابع ويعرف أن لدينا مشكلة فى مستوى التعليم، وأن مستوى الخريجين لا يتناسب مع حاجات المجتمع، وشكاوى من أصحاب مصانع يشكون من أنهم لا يجدون العمالة الفنية المدربة فيضطرون لاستقدام عمالة من الخارج. وهى مهن لا تحتاج أكثر من تدريبات لتأهيل الخريجين. ثم نتحدث عن أن العمالة الأجنبية تغزوا البلد. نحن هنا نتحدث عن أمية تكنولوجية ولم نقترب من أمية أبجدية تتجاوز 20 مليونا يمثلون عارا قوميا.
الأمر يحتاج إلى مناقشة صريحة، ومن دون تهوين أو تهويل، أو ازدواجية، نعترف بالمشكلة وتشخيصها وجوانبها وأطرافها، حتى يمكننا أن نضع جدولا زمنيا لعلاجها. بدلا من استمرار دفن الرؤوس فى الرمال. والإدلاء بتصريحات فى الهواء بينما التعليم لدينا يتآكل.
التعليم هو الخطوة الأولى نحو التنمية والتقدم، ونحن ننفق مليارات تضيع فى فوضى وعشوائية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة