محمد الدسوقى رشدى

قواعد عمرو دياب السبع للتعامل مع الوزراء

الأربعاء، 09 سبتمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعرف أهل الحب أن البدايات دائما أجمل، ويعرف أهل الشارع أن لكل «غربال» جديد فى الوزارة «شدة»، يجلس على الكرسى من هنا وينطق لسانه بأحلى الكلام عن الحزم والشرف ومكافحة الفساد، ويعلم الاثنان أهل الحب وأهل الشارع أن النهايات دائما لا علاقة لها بروعة البدايات، ولذا وجدت أغنية عمرو دياب طريقها للشهرة فى عالم الأحبة وعالم السياسة.

فى سنة 2003 ظهرت أغنية عمرو دياب لتنصح أهل الحب وتحذر أهل السياسة من الوقوع فى غرام البدايات، أو السقوط فى فخ تقييم هذا الوزير أو ذاك المسؤول استنادا إلى تصريحاته الأولى، وكانت كلمات الأغنية كالتالى: (كلهم بيقولوا كده فى الأول والكلام الحلو بيتحول، البراءة والحنان واللى ياما اتقال زمان، كل ده دلوقتى بان كل ما الأيام تطول، الكلام سهل وكتير بس إيه بيجرى بعده، فى الهوى أوام يطير يبقى كله زى بعضه، ناس صحيح ملهاش أمان، كله فى الأول وعود ولما يوصل للى عايزه قسوته ملهاش حدود).

بشكل أو بآخر تعبر أغنية عمرو دياب هذه عن علاقة الشعب المصرى بالوزراء والمسؤولين والنواب، على أعتاب المنصب الجديد يقف النائب أو المسؤول أو الوزير ليصدح بالشعر عن الحزم وضرورة تطهير الوطن من الفساد، وسرعان ما تمر الأيام لنكتشف معا أنه «كله فى الأول وعود ولما يوصل للى عايزه فساده ملهوش حدود».

صلاح هلال وزير الزراعة السابق والمتهم فى قضية رشوى وفساد كبرى تشعر وأنت تتابع أداءه فى وزارة الزراعة بأن الأغنية السابقة كتبت له خصيصا، فلم يترك صلاح هلال فرصة ولا جريدة ولا شاشة تليفزيون منذ شهر مارس الماضى وحتى هذه اللحظة إلا وتبرع بإعلان تصريحات حماسية جدا عن حربه ضد الفساد فى وزارة الزراعة، حتى ظن الناس أن الرجل الذى ظهر لهم مع بداية تولى الحقيبة الوزارية بالجلباب وسط أهل قريته هو الفارس أبو زيد الهلالى القادم لتطهير الوزارة من الفساد والمحسوبية، حتى مرت الشهور ليتكشف لجموع الناس أن «حاميها طلع حراميها»، والفارس الذى قدم نفسه للناس محاربا لتطهير الوزارة من الفساد كان يقدم نفسه محاربا لاحتكار الفساد داخل الوزارة لنفسه فقط.

- قاعدة رقم 1: لا تصدق وعود الوزراء

فى 6 مارس 2015 نشرت الصحف خبرا يقول بأن الدكتور صلاح هلال أصدر 4 قرارات وزارية تحت شعار ضبط العمل فى الوزارة وإعلان الحرب على الفساد وقال الوزير «اللى عايز يركب معايا المركب أهلًا بيه.. واللى هيركب علشان يبوظها هغرقه».

- قاعدة رقم 2: لا تنتظر خيرا من لجنة يؤسسها وزير لمكافحة الفساد

يوم الاثنين الموافق 11 مايو 2015 نشرت الصحف تقريرا يقول بأن الدكتور صلاح هلال أصدر قرارا بإنشاء لجنة لمكافحة الفساد بكل بقطاعات الوزارة، على أن تعمل هذه اللجنة تحت رئاسته من أجل وضع استراتيجية موحدة لمكافحة الفساد بكل أنظمة العمل بقطاعات الوزارة والهيئات التابعة لها.

- قاعدة رقم 3: تحسس جيبك إذا حاول الوزير أن يقدم فلسفة جديدة فى تعريف الفساد.

فى 13 مايو 2015 قال الدكتور صلاح هلال إن الفساد الإدارى وعدم المتابعة هو ما يخلق الفساد المالى ويضخمه، فى إشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الفساد مالياً. وطالب هلال، من جميع العاملين بالوزارة الإخلاص فى العمل حتى آخر يوم له فى المنصب حتى يشعر الجميع بالرضا العام بعد تطهير الوزارة من الفساد.

- قاعدة رقم 4: طبق على الوزير الفاسد ما كان يهدد به الفاسدين

يوم 8 يونيو 2015 أكد الدكتور صلاح هلال، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، على ضرورة سرعة وضع الخطة التنفيذية الموحدة لمكافحة الفساد بكل القطاعات والهيئات التابعة للوزارة ووجه الوزير بضرورة الأخذ بالشدة ضد كل من يرتكب أية واقعة فساد.

- قاعدة رقم 5: لا تأكل تصريحات الوزراء المدهونة بالزبدة

فى 25 أغسطس 2015 صرح وزير الزراعة للصحف قائلا: إن الوزارة بها قيادات فاسدة، صرف لها حوافز خلال الأربع سنوات الماضية، بمقدار 26 مليون جنيه، متسائلا: من أين أتت هذه الأموال لصرفها للقيادات الفاسدة؟ مؤكدا أنه يكافح الفساد داخل الوزارة بالمعاونة مع الجيش والشرطة لكشف الفساد فى الأراضى وإرجاعها إلى الوزارة مرة أخرى.

- قاعدة رقم 6: لا ترددها بدون استدعاء روح توفيق الدقن ونفس الأداء: «أحلى من الشرف ما فيش .. يا آه يا آه».

يوم 2 سبتمبر قال الدكتور صلاح هلال للصحف متحديا أخبار تورطه فى قضية رشوة: «أنا مستمر فى الوزارة ومش هتقدم باستقالتى، ومستمر فى مكافحة الفساد، والضرب بيد من حديد على كل من يثبت تورطه فى قضايا فساد بالوزارة أيا كان موقعه».

- قاعدة رقم 7: كلهم بيقولوا كده فى الأول والكلام الحلو بيتحول

يوم السبت 5 سبتمبر 2015 قال الوزير الذى كانت مصر كلها قد علمت بتورطه فى قضية فساد كبرى أنه سيكشف عن قضية فساد فى أحد قطاعات الوزارة، فى إطار خطة مُحكمة بالتعاون مع الأجهزة الرقابية، وأضاف: «اللى مش هيشتغل هشيله، ولن أسكت على فساد أو أتراجع عن مواجهته».

«مصر بتنضف» بهذه الحملة القانونية والرقابية لمكافحة الفساد، ولكن القدر يسخر منها ومنا، لدرجة أنه جمع لنا قصتين فى يوم واحد، الأولى لحمدى الفخرانى الرجل الذى صدعنا لسنوات ببطولاته فى محاربة الفساد، وأسس جمعية محاربة الفساد ثم سقط بالصوت والصورة متلبسا بالحصول على رشوة وابتزاز رجال أعمال، فى نفس التوقيت الذى تجلت لنا فيها حقيقة قضية وزارة الزراعة الذى صدع عقولنا لشهور طويلة بشجاعته فى اختراق عش فساد وزارة الزراعة، ثم اكتشفنا فجأة أنه باع الوزارة وباع نفسه وباع أرض الوطن مقابل مجموعة من البدل و16 رحلة حج وفيلا وفطار رمضانى وعدد 2 موبايل ليضعنا فى موقف محرج لا نعرف فيه إن كنا نفرح بسقوط فاسد أو نحزن بأن وصل مستوى فساد الوزراء إلى رشوة بتذاكر حج وتليفون محمول.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة