جدل «النووى الكورى» و«نوايا واشنطن»
هذا نقاش فى الأخلاق الدولية بمناسبة إعلان كوريا الشمالية عن إنتاج قنبلة هيدروجينية، وانشغالات العالم بمحاولة تأكيد وتفهم المعلومات والتعامل معها، والعداء بين بيونج يانج وواشنطن قديم منذ الخمسينيات، والولايات المتحدة تعتبره آخر قلاع الحرب الباردة، بينما كوريا تعلن دائمًا أنها ضحية التحريض الأمريكى والاستفزازات الكورية الجنوبية منذ الخمسينيات، بل إن بيونج يانج فيما قبل الغزو الأمريكى للعراق أبدت بعض المرونة فيما يتعلق بأسلحتها النووية والكيماوية والصواريخ، لكن تجربة صدام حسين، وتعاونه مع لجان التفتيش، والذى كان مقدمة لتدمير العراق، كان درسًا تعلمته كوريا، وبعدها مباشرة بدأت فى إعلان تفجيراتها النووية منذ 2006 وما بعدها.
ويرجع تاريخ الصراع إلى الخمسينيات عندما نشبت الحرب فى شبه الجزيرة الكورية فى يونيو 1950.. انقسمت إلى جزأين، الشمالى تحت سيطرة الاتحاد السوفيتى، والجنوبى للولايات المتحدة الأمريكية، ضمن اتفاق نهاية الحرب فى يوليو 1953، ولهذا فإن أمريكا تعتبر كوريا الشمالية آخر قلاع الحرب الباردة، وأنه بعد خروج الاتحاد السوفيتى يفترض أن تخضع بيونج يانج للقوة الأمريكية، لكنها صمدت منذ منتصف التسعينات، واحتمت فى درع من الأسلحة النووية والصواريخ العابرة القارات.
وتروج أمريكا تقارير وأنباء تسخر من زعيم كوريا الشمالية، كونه مصابًا بـ«البارانويا»، وأنه يتفرغ لإعدام معاونيه، أو أنه تخلص من وزراء أصابهم النعاس خلال اجتماعات رئاسية.
وتروج هذه التقارير لأن ما يناقضها غير متوفر، وبيونج يانج تغلق على نفسها، ولا تنشغل بحرب إعلامية، لكن امتلاك بيونج يانج للأسلحة المتطورة يعكس ما قد يكون متوفرًا لدى كوريا من علم، وهل يمكن أن تكون صورتها قاتمة كما تروجها أمريكا استغلالًا لحالة الغموض، ومنع الأخبار المتعمد.
كوريا الشمالية من الدول التى تنتج وتصدر الأسلحة والصواريخ المتطورة، فهل يمكن بالفعل أن تكون وجهت إمكاناتها للصناعات العسكرية على حساب مواطنيها؟، وهل يمكن أن يتركز التقدم العلمى لها على التسلح، ولا ينعكس بأى درجة على حياة مواطنيها؟.. هى أمور قد يكون بعضها صحيحًا، وكثير منها دعايات مضادة من دول تعبر بيونج يانج دولة مارقة.
كوريا تعلن دائمًا أنها تمتلك ترسانتها النووية للدفاع عن نفسها فى مواجهة تهديدات واشنطن، وأن أمريكا أكثر دولة تتحدث عن الأخلاق الدولية ولا تحترمها، فهى الدولة الوحيدة التى استعملت أسلحة الدمار الشامل بقنبلتين نوويتين فى اليابان، فى هيروشيما ونجازاكى عام 1945، أو فى الحرب الكورية 1950 1953-، وعرضت اعترافات لطيارين أمريكيين قالوا إنهم ألقوا أسلحة ميكروبية على بيونج يانج، وردت أمريكا بأن الكوريين غسلوا أدمغة طياريها ودفعوهم للاعتراف كذبًا.
بيونج يانج تقول إن الولايات المتحدة دمرت أفغانستان والعراق وسوريا، وتثير رعب العالم من سلاح كورى لم يستخدم، وإن واشنطن تعتبر بيونج يانج آخر قنابل الحرب الباردة التى تريد تفجيرها، فى معركة بلا أخلاق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة