بيان جماعة الإخوان الإرهابية الأخير الذى اعتبر التظاهر يوم 25 يناير الجارى هو تظاهر ضد «الكفار»، يعنى أن التابعين للإخوان هم الحق والمعارضين لهم أهل الباطل.
وقالت فقرة فى البيان مخاطبة عناصر الإخوان وحلفائهم: «كونوا ثواراً ضد الممالقة والمنافقة، والنفعية والمزايدة، والتنازل والمساومة، فلا يحق إلا الحق، ولا ينتصر إلا الثابتون عليه، الصامدون من أجله، وحققوا فى أنفسكم صفات الربانيين، وأقوالهم، ودعائهم فى قوله تعالى: «فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». واستقبل عدد من الإخوان وأنصارهم هذا البيان بالترحيب، ونشروه على نطاق واسع، معتبرين إياه بالرسالة التحفيزية على التظاهر.
انتهى بيان الإخوان الذى يستعد للحشد للشغب فى 25 يناير الجارى من باب الحرب الدينية، واعتبار معسكرهم هو معسكر المؤمنين ومعسكر الشعب المصرى كله هو معسكر الكفار، وهى إحدى الوسائل الخطيرة التى يتلاعب بها الإخوان، ولا تختلف كثيرا عن لعبة داعش الذى يعتبر كل من ينتمى إلى الدول الإسلامية التابعة له بأنها دولة المؤمنين، بينما يعتبر من غرد خارج سرب هذه الدولة هم من الكفار الذين يجب أن يتم توقيع الحدود عليهم من دفع الجزية حتى استحلال دمه وماله وعرضه، هكذا ينظر تنظيم داعش لكل من لا ينتمى إلى تنظيمه من الأمم الأخرى، وهو نفس ما كشفه بيان الإخوان الأخير الذى اعتبر كل الذين خرجوا فى 30 يونيو 2013 كفارا، لأنهم أسقطوا حكم المرشد، وهو ما يعنى أن الجماعة بدأت تغير فى حربها الداخلية ضد شعب مصر، واعتبار نزع السلطة عنها أنها نزع للإسلام من قلوب المصريين.
ولهذا لم يكن غريبا أن تجد أعضاء التنظيم الدولى فى الخارج يعلن حربه الدينية ضد المصريين، وهى الحرب التى لن تؤتى ثمارها إلا من خلال إعلان أن هناك «فسطاط» المؤمن و«فسطاط» الكافر، وهى حيلة قديمة كان المؤمنون الأوائل يستخدمونها أثناء الفتوحات، ولكن الإخوان أعادوا إنتاجها لحربهم ضد شعب مصر، وبدأوا فى استخدام جمل جديدة فى هذه الحرب، فأصبحوا يطلقون على النظام المصرى الحالى وصف «النظام الكافر»، و«الشرطة الكافرة»، و«البرلمان الكافر»، «والمعارضين الكفرة»، وهو ما يعنى أنهم استخدموا لغة التكفير مع كل مؤسسات الدولة التى انقلبت عليهم وعلى حكمهم، ويكفى أن كل دعوات الإخوان هى الدعاء على كل مصرى شارك فى الإطاحة بحكمهم، وهى الطريقة التى استخدمها قيادات الإخوان حتى أثناء حكم المرشد لمصر، حيث كانوا يقسمون المصريين لمعسكرين كافر ومؤمن، وظهر ذلك فى تصريحات مهدى عاكف المرشد الأسبق، وكذلك تصريحات المرشد الحالى محمد بديع الذى ظل يستخدم آيات القرآن عندما كان يهاجم أتباعه، ويختار منها ما يبين أن «جماعة الإخوان» هم الممثلون لله فى مصر، وغيرهم إما مرتدون أو عصاة أو كفار، وهو ما جعل أغلبية الشعب المصرى تكره حكمهم، وتطالب بخلعهم من كرسى الرئاسة وكل العمل السياسى، لأنهم خلطوا العمل السياسى بالدين، الآن وبعد طردهم من الحكم وبعد فشلهم فى مواجهة شعب مصر الذى كشف حقيقتهم فى 30 يونيو 2013 عندما رفضوا ترك الحكم بعد فشل محمد مرسى فى إدارة البلاد والعباد عادوا واستخدموا نفس أساليبهم القديمة التى كانت تفرق بين الأب وابنه، والزوج وزوجته، وظهر ذلك فى العديد من الأمثلة عندما طلق إخوانى زوجته، لأنها قامت بغناء «تسلم الأياد»، وهذه زوجة تركت أولادها وهربت مع إخوانى، لأن زوجها اختار السيسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والآن عادوا واستخدموا نفس الخطاب الداعشى مع شعب مصر، فهل تنجح هذه الحيل؟.. أعتقد أنها لن تنجح لا فى 25 يناير الجارى ولا 30 يونيو المقبل، لأن شعب مصر كره الإخوان وطلقهم للأبد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
على فكره محدش مهتم بالاخوان واجتماعتهم الا الكتاب فقط