حسبما انفردت فى مقالى المنشور هنا يوم الاثنين 28 ديسمبر 2015، تحت عنوان «الفصل الأخير فى مسرحية «هشام جنينة» لإحراج النظام»، أكدت فيه أن المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، ألقى قنبلة شديدة الانفجار، وأحدثت دويا مرعبا، فى حواره مع «اليوم السابع»، عندما أكد أن تكلفة فاتورة الفساد فى عام 2015 بلغت 600 مليار جنيه.
وأكدت فيه أن المستشار هشام جنينة ألقى هلب مركبه على شاطئ الرحيل، وخانه التوفيق بشدة، عندما يؤكد أن حجم فساد المؤسسات 600 مليار فى عام واحد، هو عام حكم نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقلت إن هذا التصريح واضح وجلى، ولا يحتاج إلى قريحة العباقرة فى فهم أنه يتهم النظام الحالى بالتستر على الفساد.
وقلت إن الرئيس عبدالفتاح السيسى شكل لجنة، برئاسة هيئة الرقابة الإدارية، وعضوية ممثلين عن وزارات التخطيط والمالية والداخلية والعدل، والمستشار هشام بدوى، نائب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، لتقصى الحقائق، ودراسة ما جاء فى تصريحات هشام جنينة عن حجم الفساد الذى بلغ 600 مليار فى عام 2015 فقط، على أن تقوم اللجنة بإعداد تقرير عاجل للعرض على الرئيس، واطلاع الرأى العام على نتائج أعمالها فى إطار من الشفافية الكاملة. قرار تشكيل اللجنة هبط على رأس هشام جنينة كالصاعقة، وأصيب بارتباك شديد، خاصة أن ما استند إليه فى تصريحاته عبارة عن دراسة بحجم الفساد منذ بداية عام 2012 وحتى نهاية 2015، وبلغت 440 مليارا، وليست 600 مليار فى عام 2015 فقط.
اللجنة وبسرعة على غير عادة اللجان الرسمية المشكلة انتهت من جمع الحقائق، ورصدت كوارث ارتكبها الجهاز الرقابى، الذى من المفترض أنه يعمل بعيدا عن المشاعر الشخصية، وأصدرت اللجنة تقريرها، الذى تضمن ما كنت قد انفردت به فى تلك المقال.
وزادت اللجنة من الشعر أبياتا وأبياتا، لتصبح معلقات ضخمة، حيث كشفت ألاعيب مخيفة لا يصدقها عقل، وتصيب الإنسان بحالة من الارتباك الشديد حيال مسؤول كبير، بقيمة وقامة المستشار هشام جنينة، يختلق وقائع يصيب لها الأجنة فى بطون أمهاتهم بالفزع والرعب، عندما يذكر وقائع فساد منذ عام 1920، أى ما يقرب من قرن مضى.
واضح أن المستشار هشام جنينة أحد أبرز أعضاء تيار الاستقلال فيما قبل 25 يناير جنبا إلى جنب مع الشقيقين محمود وأحمد مكى، كان يعتقد أن التصريح القنبلة سيحدث صدى فى الشارع، وسيمر مرور الكرام أمام عتبات قصور السلطة، والمؤسسات الحاكمة المختلفة، إلا أن حسابات هشام جنينة تعقدت، وتوقعاته فشلت، وفتح على نفسه أبواب جهنم، وأدرك الرجل أن ما طرحه دفع به فى بئر عميق مظلم، لا مخرج منه إلا بمعجزة فى زمن اندثرت فيه المعجزات.
الرجل ارتكب أكثر من مائة مخالفة قانونية فى تقديرى الشخصى، من خلال إعداد تقرير يشوه سمعة مصر فى المحافل الدولية، ويذكر أسماء أشخاص بالاسم وشركات بالاسم، ويدفع بها لجهة أجنبية، وسب وقذف شخصيات محترمة، والتلاعب فى أرقام، والإعلان عن فساد امتد لأكثر من قرن مضى، فى محاولة لإثارة الرأى العام.
المستشار هشام جنينة، بذل مجهودات ضخمة لتعريض اسم مصر للخطر، أمام منظمة الشفافية الدولية، والتأثير الخطير لذلك على الوضع الاقتصادى والسياسى للبلاد.
الأيام القليلة المقبلة ستحمل مفاجآت مدوية.