يوسف أيوب

هل يستمع الرئيس؟

الأربعاء، 13 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يستمع الرئيس؟.. النغمة السائدة الآن لدى بعض المتربصين أن النظام المصرى لا يدرك ما يجرى فى الشارع، وأنه بعيد تمامًا عن هموم المصريين ومشاكلهم، وأنين الفقراء والمرضى الذين يصطفون أمام المستشفيات، انتظارًا لتلقى العلاج، وغيرهم ممن يضمرون فى قلوبهم غضبًا على الحكومة التى تتناساهم.

هذه نغمة يروج له شخصيات بعينها، دون أن يدركوا حقيقة الواقع الذى يعيشونه، فمن يرصد حركة الشارع وتوجهات الرأى فيه سيتأكد أننا أمام حالة من التزييف التى لا تخفى على عين عاقل، وهذا التزييف تمارسه جماعات وشخصيات لا هدف لها سوى ضرب أى محاول أو أمل فى استقرار البلد، لأن حياتهم ووجودهم لا يتوافق مطلقًا مع الاستقرار الذى يبحث عنه 90 مليون مصرى، ويعملون على ترسيخه.

للأسف نحن أمام تزييف للواقع تساعد بعض وسائل الإعلام فى الترويج له، لا لشىء إلا لأن الناطقين به أفراد يحيط بهم هالة كاذبة، وينطقون بشعارات مزيفة لا تمت للواقع ولا لهذه الأشخاص أيضًا بأى صلة، لأنها مجرد شعارات للاستهلاك السياسى فقط، لكن على الأرض الكل يتغير.

لكن السؤال الآن، هل الرئيس فعلا يستمع لشكاوى المصريين، أم أنه يعمل دون أن يلتفت لما يقال. بالطبع ليس لدى معلومة مؤكدة حول تعامل الرئيس مع قضايا المواطنين وشكواهم، لكن المؤكد أن من يتابع أداء مؤسسة الرئاسة منذ أن وصل إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى سيجد أن هناك تغيرًا طرأ فى تعاطيها مع ما يصلها من شكاوى، بل إنها فى حالات كثيرة لا تنتظر أن تصلها الشكوى عبر البريد أو بالتسليم اليدوى، فهى تبحث عنها فى وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية، وتحاول أن تجد حلولًا لها، وهو ما يمكن رصده من عدد الاستجابات التى أعلنت عنها مؤسسة الرئاسة عبر المكتب الإعلامى الذى يقوم بدور مهم جدًا وأمين فى نفس الوقت فى متابعة ما يكتب أو يقال فى الإعلام، ووضعه أمام تصرف الرئيس الذى ينحاز دومًا للحل السريع، وليس الحل للمشكلة محل الشكوى فقط طالما أن بإمكان الدولة إيجاد حلول لقطاع عريض يعانى من نفس المشكلة، وقد رأينا ذلك فى استجابة الرئاسة لشكوى مجموعة من مواطنى شارع الهرم عن ضعف وانقطاع المياه، فتحركت الرئاسة لإيجاد الحل ليس لسكان الهرم فقط وإنما لكل محافظة الجيزة طالما أن ذلك متاح.

إذن الرئيس يستمع ويستجيب قدر الإمكان، وطالما أن الإمكانيات متوفرة، والجميع يدرك أن الوضع الاقتصادى ليس بالحال الذى يسمح للدولة بأن تلبى كل المطالب فى وقت واحد، وهو وضع يدركه الجميع، لكن هناك من يريد أن يتناسى الوضع حتى يجد لنفسه مادة للحديث والهجوم ليحقق لنفسه الشهرة التى يبحث عنها حتى وإن كانت على حساب المصلحة العليا، أو على حساب الدولة نفسها.

من تابع خطاب الرئيس فى يوم الشباب المصرى سيجد كيف تعاملت الرئاسة مع كل ما قيل عن الشباب وعزوفهم عن السياسة، وربما تململهم من الدولة، فما أعلنه الرئيس من مبادرات تجاه الشباب، سواء المتعلقة بتسهيل إنشائهم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر قروض بفوائد لا تزيد على %5، أو بفتح حوار بينهم وبين الدولة يتم الإعداد له من الآن، وحتى عقد المنتدى الحوارى فى سبتمبر المقبل بشرم الشيخ، وأمور أخرى تضمنها الخطاب، يؤكد أنه ليس هناك تجاهل لما يقال عن مشاكل شباب مصر، لكن الأهم من الاستماع أن تكون هناك دراسة أمينة ووافية للمشاكل ووضع الحلول لها، وهذا الأمر لا يتم فى يوم أو أسبوع أو شهر، وإنما يحتاج لوقت، وهو ما فعلته الرئاسة التى سمعت ودرست وبحثت إلى أن خرجت أمام الجميع لتعلن مبادراتها وقراراتها التى أعتقد أنها لبت جزءا كبيرا من مطالب الشباب، ولا أقول أغلبها أو كلها لأن مطالبهم متعددة ومختلفة باختلاف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية، ولن تستطيع أى سلطة أن ترضى الجميع مهما فعلت، وانطلاقًا من هذه القاعدة تعمل الدولة ونصب أعينها هذه المطالب وتحاول أن تحققها قدر الإمكان، دون أن تلتفت لكل الشائعات أو النغمات السائدة والساعية إلى إضعاف صورة الدولة فى الشارع، لأنها تدرك صعوبة الموقف والوضع الذى تمر به البلد فى هذا التوقيت، وأن الأهم هو العمل وليس الالتفات لأى أقوال أو شعارات زائفة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة