يسرا محمد سلامة تكتب: البرلمان المصرى والمشكلة الحقيقية

الخميس، 14 يناير 2016 04:05 م
يسرا محمد سلامة تكتب: البرلمان المصرى والمشكلة الحقيقية مجلس النواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أنْ يُطل علينا مجلس النواب المصرى فى أولى جلساته الإجرائية، والحديث لم يكف على المواقع المختلفة عن نواب المجلس الجُدد، من اختارهم الشعب لمدة خمسة أعوام قادمة؛ من أجل تقرير مصيرهم، فهذا الشعب هو من سَلمَّ هؤلاء النواب مُقدراتهم للأعوام القليلة القادمة.

والحق أقول، أنى لم أكن مع المتشائمين الذين يرددون عبارات فشل هذا المجلس قبل بدئه؛ بسبب دخول بعض الأشخاص تحت قُبة البرلمان وحولهم تدور العديد من التساؤلات عن شخصياتهم، وطِباعهم، وميولهم، وهى أمور لا تتفق مُطلقًا مع فكرة أن يكونوا ممثلين للشعب بأى حال من الأحوال، وكنت أظن أنهم فئة قليلة لن تُمثل مشكلة كبيرة إذا استمرت، فالأغلبية ستجعلهم يذوبون بداخلها ولن نرى تُرهاتهم.

لكن ما حدث مع أول جلسات المجلس، عكس تمامًا كل ما ظننته وتفاءلت به، فقد ظهر أنَّ الاغلبية على شاكلة تلك الفئة العابثة، بل والأدهى من ذلك أنَّ من تم اختيارهم نوّابًا عن الشعب، ضربوا مثالاً سيئًا فى الحِدة والعنف عندما تعاملوا مع بعضهم البعض لأول مرة، وكان صدامهم مُروعًا، وأخطائهم كارثية سواء فيما تلفظوا به تحت قُبة البرلمان، أو فى كلماتهم التى قرؤوها من ورقٍ أمامهم، غير عابئين حتى بالقراءة الصحيحة للغة العربية.

المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط فى هؤلاء النوّاب، لكنها تكمن أيضًا فى الشروط التى توافرت لترشيحهم هم أنفسهم لدخول هذا المجلس، فكان لزامًا على الهيئة المنوطة بالترشيح أنْ تُسن قوانين رادعة، مثل أن يكون المرشح يحمل شهادة جامعية، حَسن السير والسلوك – وهذه تحديدًا لا تحتاج لشهادة تُمنح، بل هى ممارسات عامة تتأكد من خلالها الهيئة من سلوك هذا المرشح بعمل بحثٍ كاملٍ عليه بمنتهى الدقة، لتتأكد من خُلو سجله من أى شُبهة تتعارض مع ترشيحه لمثل ذلك المنصب، فالنزاهة ليست فقط فى المادة بل هى فى الأخلاق.

والسؤال المُحير حقًا، والذى لم أجد له إجابة شافية وافية، لماذا يقوم رئيس الجمهورية بتعيين ثمانية وعشرين عضوًا فى مجلس النوّاب جميعهم بلا استثناء أساتذة جامعيين، وذوى مناصب مرموقة – حتى وإنْ كانوا شبابًا – ولا يحفل أى مسئول عن فكرة ترشيح من يُمثل شعبًا بأكمله بضرورة وجود حدٍ أدنى لأخلاق راقية نظهر معها وبها أمام العالم بمظهر الدولة المتحضرة ؟!!، حتى وإنْ حدث بعد ذلك خلاف واختلاف فى وجهات النظر فى القضايا المطروحة، سيكون الطرح نابعًا من دقة اختيار هؤلاء النوّاب، ولن نرى هذه المهزلة التى شهدتها الجلستين الإجرائيتين لمجلس النوّاب من تطاول وتَلفظٍ غير مسئول، ارتقوا يرحمكم الله فالقاع مزدحم بمثلكم كثيرًا، فأنتم نوّابًا لشعبٍ لا يستحق منكم كل هذا العبث.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة