أحيانا لا تعجبنا الأشياء، لكن الحياة لا تسير على أساس الإعجاب أو عدمه، إنما جانب كبير منها يكون مرتبطا بموقفنا الإيجابى من الظروف المحيطة بنا وكيفية التعامل معها، والمفروض أنه عندما لا يعجبنا شيئا ما أن نسع لتغييره، وعلينا أن نسلك فى سبيل ذلك طرقا متعددة منها الاعتراض، وهذا الاعتراض له أشكال مختلفة ومتنوعة ليس كلها الرفض، وكلمة «لا» حمالة أوجه، فأحيانا تكون ضرورية وأحيانا تعنى السلبية، ولا تعنى الرفض المنظم، لأنه يجب على الإنسان أن يعرف متى يستخدمها ومتى يتجاهلها، واليوم تعقد نقابة الفنون التشكيلية انتخاباتها للمرة الخامسة بعد 4 مرات، فشلت فيها أن تتجاوز أزمة اكتمال النصاب القانونى.
وبعد هذا التخاذل الذى قام به الفنانون التشكيليون تجاه نقابتهم فى المرات السابقة، أصبح موقفهم غير واضح تماما، وأصبحوا محصورين بين معترض وغير مهتم، المعترض لا يرى أحدا يمثله فى المتقدمين لانتخابات مجلس النقابة، ويرى أن برامجهم غير واضحة ولن يقدموا جديدا فى المشكلات الحياتية للأعضاء ومنها المعاش والعلاج وغير ذلك، بينما غير المكترث ربما لا يعرف شيئا عن هذا الموضوع أصلا ولم يسمع عن أزمة النقابة، وكلا الموقفين يؤدى إلى النتيجة نفسها، وحينها سوف يحكم عامة الناس حكما سلبيا على الفنانين بوجه عام بأنهم غير قادرين على تشكيل نقابة تجمعهم وتهتم بمشكلاتهم.
هذا على الرغم من أن هناك الكثير من الفئات فى المجتمع التى تحلم بإنشاء نقابة، وربما أمس الأول فى عيد الأثريين، عندما أعلن الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار عن البدء فى إنشاء نقابة للعاملين بالآثار، اعتبر الجميع ذلك انتصارا للأثريين، لذا على التشكيليين ألا يضيعوا هذه الفرصة.
بالطبع ربما كانت مجالس إدارة نقابة الفنون التشكيلية السابقة هى من تركت هذا الإحساس السلبى، ودفعت الكثيرين إلى عدم الذهاب للمشاركة فى الانتخابات، لكن الأمر بعد مرته الرابعة واليوم فى المرة الخامسة لم يعد لطيفا أبدا، وعلى الفنانين التشكيليين أن يفكروا جيدا فى مستقبل نقابتهم.
ومستقبل النقابة حال الفشل فى المرور من شرنقة هذه الأزمة اليوم سوف يتم التأجيل لـ30 يناير، ولو فشلت للمرة السادسة حينها سوف تصبح النقابة تحت إشراف وزارة الثقافة لتديرها، وبهذا الشكل سوف تفقد النقابة استقلاليتها، وحينها لا يلوم الفنانون التشكيليون سوى أنفسهم.
هذه الأزمة تنعكس بشكل أو بآخر على صورة الفنان التشكيلى، التى يقدمه الإعلام بصورة سلبية عادة، ويصفه بالانعزالية فى معظم الوقت، لكن هذه الأزمة تكاد تؤكد ذلك، لذا على التشكيليين أن يتحركوا ويذهبوا للانتخابات انتصارا لأنفسهم، كما أن المجتمع النقابى يعد مجتمعا متطورا نوعا ما حتى لو لم يكن كما نتمنى، وحتى لو لم نفهم دورنا داخله، لكن النقابات رابطة مهمة جدا لحماية حقوقنا وللحديث بأسمائنا ولوجودنا كجماعة متشابهة تحت مظلة واحدة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة