يجدر بنا أولا الحديث عن «جماعة أنصار السنة المحمدية» بصفتها صاحبة أكبر هيكل إدارى فى مصر عن بقية الكيانات السلفية الأخرى، حيث إنها تمارس نشاطاتها تحت الرقابة الحكومية وإن كانت بتمويل خليجى من دولتى «الكويت» و«قطر» كما هو مسجل على موقعها الإلكترونى، ويمكن اعتبارها «علنيا على الأقل» تسير فى خط مواز مع المؤسسة الدينية الرسمية فى مصر مع وجود بعض نقاط الاختلاف فى الطرح الفكرى.
وبالرغم من أننا يمكن أن نؤكد أن «جماعة أنصار السنة المحمدية» ذات الأصول الإخوانية هى أحد الجذور الفعلية فى نشأة «الجماعات الجهادية» ومع ذلك تم تصنيفها تحت «الجماعات الدعوية الفكرية» لاختلافها فى الهيكل التنظيمى عن «الجماعات الحركية» ذات التنظيم العسكرى، ومفكروها يوضحون دائما أن أهدافها تتلخص فى عدة محاور «فكرية نظرية دعوية» منها: دعوة الناس للتوحيد الخالص، التأكيد على دعوة الناس إلى أن أساس الدعوة لا يؤخذ إلا من صريح القرآن الكريم والسنة المطهرة، وأن نصوص الكتاب والسنة لا بديل ولا محيد عنها مطلقا، وأن الدين الإسلامى موجود فى ظاهر هذه النصوص المباركة، دعوة الناس كافة إلى حب رسول الله «صلى الله عليه وسلم» حبا صادقا، دعوة الناس إلى أن الحكم بغير ما أنزل الله هو الهلاك فى الدنيا والشقاء فى الآخرة، الدعوة إلى رفض البدع والدعوة للعمل بقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد»، الدعوة إلى محاربة الخرافات والعقائد الفاسدة، الدعوة إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، يحرم تشريف القبور والبناء فوقها واتخاذها مساجد وإقامة التماثيل، الدعوة إلى إرشاد الناس إلى اتخاذ نفس موقف الرسول، صلى الله عليه وسلم، من صفات الله وأسمائه، الدعوة إلى فهم القرآن والسنة على النهج الذى كان عليه السلف الصالح، الدعوة إلى عدم تهييج الناس من فوق المنابر أو غيرها على حكامهم وإن جار عليهم حكامهم.
وتنتشر «جماعة أنصار السنة المحمدية» فى كل من السودان وإريتريا وليبيريا وتشاد وإثيوبيا وجنوب أفريقيا والصومال وتايلاند وسيريلانكا وتنزانيا ومصر، ولهم فى مصر وحدها أكثر من 200 فرع ويتبعها أكثر من 1750 مسجدا، ومؤسس الجماعة هو الشيخ «محمد حامد الفقى» ومن علمائها ورموزها الشيوخ: محمد خليل هراس، أحمد شاكر، رشاد الشافعى، عبدالرحمن الوكيل، عبدالظاهر أبوالسمح، أبوالوفا درويش، محمد صفوت الشوادفى، عبدالرازق حمزة، محمد صفوت نور الدين، عبدالله شاكر الجنيدى، جمال المراكبى، والشيخ عبدالعظيم بدوى.
وبعد حديثنا المختصر غير المخل عن «جماعة أنصار السنة المحمدية» يمكننا الحديث عن «الجمعية الشرعية» التى تأسست سنة 1912م على يد الشيخ «محمود خطاب السبكى»، وكان أتباعه يطلقون عليه لقب «إمام أهل السنة»، وأسس الجماعة بمساعدة بعض المشايخ، وأطلقوا عليها اسم «الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية»، ووضعوا لها القواعد والأسس، وقال الشيخ السبكى: «فمن ينتسب إلى هذه الجمعية لا بد أن يكون التعاون مبدأه والعمل بكتاب الله وسنة رسوله ديدنه، وأن يكون رجلا ذا رأى وفكر يستطيع أن ينتخب من له قدم فى عمل الخير وهمة فى دعوة الناس إلى الخير»، وحدد المؤسسون أغراض الجمعية فى نشر تعاليم الدين الإسلامى الصحيحة لإنقاذ المسلمين من المعتقدات الفاسدة.. وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة