ماذا جرى لسامح سيف اليزل، لا أتحدث عن الجانب الصحى، عافاه الله وشفاه، ولكن أتحدث عن أن الرجل الأهم فى مجلس النواب لم يتحدث بكلمة واحدة فى البرلمان طيلة الأسبوع الماضى غير كلمة القسم التى أداه على الهواء مباشرة.
نعم، نشرت بعض الصحف تصريحات له، ولكن جميعها تصريحات خارج الجلسة العامة، تحت القبة يلتزم اليزل الصمت الدائم، لدرجة دفعت عددا من نواب «دعم مصر» إلى الاستفسار عن الأسباب والدوافع وراء ذلك، لأنه حتى فى أغلب القضايا التى أثارت الجدل وعلى رأسها قسم المستشار مرتضى منصور، وتشكيل اللجان الخاصة لمناقشة القوانين، واستمرار انعقاد جلسة المجلس خلال انتخابات الوكيلين أم تأجيلها للغد، جميعها لم يتحدث فيها سيف اليزل بكلمة واحدة، فضلا عن أن اليزل حضر متأخرا لأول يومين من عمر المجلس بواقع تأخير 3 ساعات.
صمت سيف اليزل دفعنا فى أول أسبوع من عمر البرلمان للتساؤل، من كبير البرلمان؟! والكبير هنا ليس معناه من يأمر وينهى، ولكن على الأقل من يوجه ويضبط، وهو أمر متعارف عليه فى كل البرلمانات، فى وقت الوطنى المنحل لعب أحمد عز الدور بكل براعة، ومن قبله كمال الشاذلى، وفى برلمان الإخوان لعبها حسين إبراهيم.. الجديد أيضا أن صمت سامح سيف اليزل يربطه البعض بفشل دعم مصر فى اقتناص الكرسى الثانى لوكالة البرلمان، حيث خسر علاء عبدالمنعم وفاز سليمان وهدان، رغم أن شعبية علاء عبدالمنعم واحتكاكه بالعمل العام والوسط السياسى أكبر بكثير.
لا يستطيع أى قارئ للمشهد الحكم على أداء «دعم مصر» تحت القبة، من أول أسبوع، ولكن صمت سيف اليزل الغريب، وتجنبه التورط فى مشادات كلامية بالمجلس أمر غريب، خاصة أن «دعم مصر» كائتلاف سياسى تحت القبة لم يحضر أول اجتماع لرئيس المجلس الدكتور على عبدالعال مع رؤساء الهيئات البرلمانية، لأن «دعم مصر» ليس هيئة برلمانية.
السؤال.. لماذا أتحدث عن سيف اليزل وأخصص له مقالا أحلل فيه متى تكلم، وأين يجلس، ومتى حضر للبرلمان؟ والإجابة لأن سيف اليزل لاعب أساسى فى البرلمان، ومن قبله لاعب فى مشهد الانتخابات المصرى، هو المنسق العام لائتلاف فى حب مصر، ومن بعده دعم مصر، وهو «دينامو» العملية الانتخابية منذ 9 أشهر وحتى الآن، وبالتالى تحركات سيف اليزل ليست كتحركات أى نائب آخر.
بكل بساطة، عندما يتحرك سيف اليزل من مكانه ويتجه نحو مكتب رئيس المجلس، ليس لطلب شخصى ولكن لتنسيق أمر مهم يتعلق بالبرلمان، وعندما يطلب سيف اليزل الكلمة، لن تكون بأى حال كلمته ككلمة أى نائب من أهالينا فى الصعيد أو الأرياف.. اليزل، هو «دينامو» البرلمان، والدينامو فى أول يومين بعمر البرلمان كان قليل الحركة، هل هو من قصد الاختصار فى الكلمات، وفى الظهور الإعلامى، والجلوس فى موقع المتفرج، أم أن هناك دوافع أخرى تتعلق بالهجوم ضد ائتلاف دعم مصر، أو ربما يرجع لطبيعة عمله الأمنية السابقة التى تتسم بالصمت الدائم، والتفكير الجيد قبل التحرك أو اتخاذ أى قرار، أم لشىء آخر لم ينكشف بعد حتى الآن؟!
أخيرا، من يرد فهم البرلمان عليه متابعة سيف اليزل، لأنه صانع الألعاب تحت القبة، أشبه بأبوتريكة، مع الفارق فى المهارات بالتأكيد، وفى نفس الوقت من يرد فهم البرلمان أيضا عليه أن يتابع المستشار سرى صيام، لأنه أفضل من يسدد ضربات حرة مباشرة، دائما تصيب الهدف وقليلا ما تخطئ.
استمتعوا بالبرلمان وانتقدوه، لأن مع كل انتقاد فائدة ومصلحة للوطن، وأحوالنا لا تنصلح حالا بتصحيح الأخطاء يوميا، وادعموا البث المباشر، لأن للشعب الحق فى مراقبة أعضائه بالتساوى مع نفس حق النواب فى مراقبة الحكومة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور هاشم رضوان
سبب وحيد منعه من الكلام : أحترامه لنفسه و عدم رضاه عن كل الحنجارويين و الفلاسفة