المصريون على موعد مع الفرح بوصول محمد الننى لاعب المقاولون وبازل السابق إلى أرسنال أو المدفعجية، واحد من أندية القمة فى أقوى وأغنى دورى بالعالم، الدورى الإنجليزى.
نعم لنا أن نفرح كثيرا وأن نتابع نجمنا المتألق بإذن الله فى صفوف ناديه الجديد، مع حماس مدربه أرسين فينجر له، وبإصرار اللاعب على النجاح وتطوير نفسه باستمرار.
وهنا لابد وأن نسأل كم لاعبا مصريا يمكن أن يزينوا الدوريات الأوروبية الكبيرة، وأن يتحولوا إلى نجوم يدخلون البهجة على المصريين ويحولوا كرة القدم إلى قطاع اقتصادى مهم، وصناعة حقيقية تدر على البلاد دخلا كبيرا بالعملات الأجنبية؟ وهل طريقة إدارة اللعبة الشعبية الأولى فى مصر تسير فى هذا الاتجاه ولو ببطء؟
الحقيقة المؤسفة، أنها تدار بعشوائية وجهل، وبالمزاج الشخصى أحيانا كثيرة، وفى حكاية احتراف الننى نفسها يمكن أن تتلخص مأساة الكرة المصرية، فاللاعب الموهوب والقوى والذى يتميز بالإصرار والقتال فى الملعب، والذى اختير من أكثر اللاعبين خلال دورى أبطال أوروبا تطويرا لأنفسهم، بدأ فى صفوف ناشئى الأهلى وقضى 11 عاما فى القلعة الحمراء حتى وصل إلى فريق 16 سنة، وهنا استغنى عنه الأهلى، أو بمعنى أدق طرده، لماذا؟ لأن مدرب اسمه عادل عبدالرحمن، كان لاعبا فاشلا، أوصى فى تقريره أن الننى لا يصلح للعب فى الأهلى، تصوروا؟!
لكم أن تتخيلوا المأساة التى تدار بها قطاعات الكرة فى الأندية المصرية وخصوصا الأهلى والزمالك، المفروض يكونوا أكبر أندية تفرخ وتقدم الناشئين إلى المنتخبات والاحتراف الخارجى، لكن هذا لا يحدث، لأن قطاعات الناشئين مهملة ويتم إسناد إدارتها للمحاسيب من اللاعبين المعتزلين والموظفين، بينما هى الأصل فى اللعبة، والاحتياطى الاستراتيجى لأى ناد ومصدر الدخل الأكبر. ناديان فقط فى مصر يفهمان هذا الكلام ويطبقانه باحترافية، وهما إنبى والمقاولون، ربما لأن وراءهما شركتين، فيتصرف المسؤولون فيهما بطريقة عملية تسعى للنجاح، عن طريق توظيف الخبراء فى قطاعات الناشئين، وتعيين الكشافين الذين يجوبون دوريات الدرجة الأولى والثانية لاجتذاب الناشئين الموهوبين، بالإضافة إلى عقد اتفاقيات التوأمة مع الأندية الخارجية، ومنح اللاعبين الصغار فرصة الاحتراف بدون مغالاة، ولكن مع اشتراط الحصول على نسبة من بيعه لناد آخر.
باختصار وحتى ينصلح حال الكرة المصرية، وتعود المنتخبات لتحقيق البطولات والمراكز المتقدمة، لابد أن نعيد النظر فى إدارة وتوصيف الكرة المصرية، وأن نعتبرها مثلا الصناعة الرياضية الوطنية الأكثر شعبية.
ومن هذا التوصيف يمكن أن نستقدم الخبراء الأجانب لإدارة قطاعات الناشئين فى الأندية الكبرى، أو نعظم تجارب المديرين الناجحين، وأن نعيد الاعتبار لدور الكشافين المهم فى الإشارة للمواهب الاستثنائية، وتسليمها لمن يرعاها، وابحثوا عن مسيرة الأسطورة ميسى لتعرفوا كيف تبناه برشلونة من سن 12 سنة، وعالجه، ورعاه حتى أصبح من عظماء اللعبة فى تاريخها. باختصار نتمنى أن تقدم الكرة المصرية لاعبين عظماء على مستوى العالم، لكنها لن تستطيع القيام بذلك طالما تدار بعشوائية، وبدون تخطيط، وبالخلط بين الهواية والاحتراف.. يا جماعة الخير حولوها لصناعة تكسبوا وتفرحوا المصريين المحتاجين للفرحة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة