أنقرة ترعى الثعابين وتتمنى النجاة من لدغاتها!!
لا نشمت أبدا فى بلد يضربه الإرهاب الخسيس، حتى لو كان تركيا أردوغان الذى يؤوى الإرهابيين ويدعمهم ظنا أنه يستطيع إدارتهم بالريموت كنترول، مع تحقيق نسبة أمان مائة بالمائة، وهو الأمر الذى ثبت على الدوام خطأه وخطورته.
كثيرا ما انطلقت التحذيرات من القاهرة بأن الإرهابيين لا دين لهم ولا أخلاق ولا مبادئ ولا يمكن السيطرة عليهم، ففى اللحظة التى تظن أنك وبلدك فى مأمن منهم لأنك تستخدمهم أو تساندهم ضد منافسيك، يمكن أن يلتفتوا ويلدغونك مثل الأفاعى ،والتبريرات والفتاوى لديهم لا يوجد أكثر منها. الأستاذ أردوغان يظن نفسه السلطان السوبر مان، يستطيع احتضان جماعة الإخوان دون خطورة، ويستطيع التعاون مع «داعش» فى تهريب البترول وتجارة السلاح وتوريد المقاتلين دون ضرر، وفى الوقت نفسه يظن أن الجبهات المفتوحة مع حزب العمال الكردستانى كلها تحت السيطرة، وأن وجوده فى العراق لا يمثل ضررا على أمنه، وأن ضرباته العشوائية فى سوريا لن تثير ضده الغضب وتدفع المنظمات والذئاب المنفردة للانتقام منه.
السلطان المزيف أردوغان لم يعد يعرف مواضع قدميه، هو يهرب إلى الأمام باستمرار وسط حقل الألغام الواسع الذى شارك فى زراعته وإعداده ثم ضيع خرائطه ومضى يستعرض خطواته الراقصة متباهيًا، بينما الانفجارات تتلاحق من حوله، ولن يكون آخرها انفجار ساحة السلطان أحمد بوسط إسطنبول.
وعندما يخرج أردوغان بعد الحادث ليكذب على شاشات التليفزيون بأنه ونظامه لا يفرقون بين أسماء الجماعات الإرهابية وأنه سيستمر فى موقفه الحازم ضد جميع جماعات الإرهاب، فهذا يعنى مزيدا من المعاناة للشعب التركى وبداية سلسلة من العمليات الانتحارية اليائسة، يقوم بها السوريون المحاصرون أو أبناء تنظيم داعش المختلفون حاليا مع أردوغان وابنه بلال على تسيير وحماية قوافل تهريب النفط من العراق وسوريا إلى تركيا.
إن عاجلا أو آجلا ستضطر تركيا إلى طرد الإرهابيين الفارين إليها من جماعة الإخوان، وستوقف الدعم المقدم إليهم والحماية التى تسبغها عليهم، فهل فكر أردوغان فى طبيعة الرد الإخوانى على الأرض؟ وهل يأمن على أبناء شعبه من الثعابين؟
هذا ما أسميه الهروب إلى الأمام بدون خطة، والرقص المجنون وسط حقول الألغام، فبعد أزمة الطائرة الروسية التى تم إسقاطها فى أجواء سوريا، وما تبعها من منع السياحة والطيران الروسى للمدن التركية، بدأت التحذيرات الأوروبية تتوالى لمنع توافد السياح الأوروبيين على المدن والمقاصد السياحية التركية بعد الأحداث العنيفة التى اجتاحت تركيا خلال الفترة الماضية، ومازال أردوغان مصرا على مواصلة سياساته المزدوجة بالتحالف مع الجماعات الإرهابية سرا وانتقادها ومواجهتها علنا أمام شاشات الفضائيات!!
لا يدرك أردوغان ولا الكبار من ورائه أنهم يسحبون الإرهاب تدريجيا من جنوب وشرق البحر المتوسط إلى وسط أوروبا، وتدريجيا يفشل المشروع الأمريكى لإعادة تخطيط المنطقة بالفوضى الخلاقة، ولا يبقى منه إلا الذئاب المنفردة واليائسون والغاضبون من أوروبا التى دمرت بيوتهم وأسرهم ومجتمعاتهم وبلادهم، فلا يعود أمامهم إلا الانتحار فى عملية تدميرية تحصد معها الضحايا وتدمر الأمن والاقتصاد حيث تقع، وهو المطلوب إثباته والمتعارف عليه باسم «الانتقام»، فهل وصلت الرسالة يا جلالة السلطان؟