سيكتب التاريخ المصرى يوم إقرار القوانين إنه من بين الأيام المهمة فى تاريخ السياسة بعد 30 يونيو، وفى تاريخ المجلس أيضًا، لعدة أسباب، أبرزها على الإطلاق أن يوم إقرار القوانين هو التحدى الأول للبرلمان، وتقييمنا للمجلس فيما بعد سينطلق من هذا اليوم، هل فعلًا هو يوم تمرير بالموافقة لأجل الموافقة، أم بالفعل يوم لمناقشة القوانين والوقوف على العيوب والعوار بكل قانون وإصلاحه؟
التاريخ وحده سيحكم، ولا أحد غيره، سأنقل إليك قليلًا من مشاهد يوم تمرير البرلمان، واحكم بنفسك.
1 - رغم أن الفقهاء الدستوريين ورجال القانون فى البرلمان قالوا لنا إن المجلس لن يناقش قوانين عدلى منصور، وسيناقش قوانين السيسى فقط، ومن ثم فإن قانون التظاهر لن يعرض على المجلس، فإن أول قانون عرض على المجلس، وجرت الموافقة عليه كان قانون الانتخابات الرئاسية الذى صدر فى عهد الرئيس الأسبق عدلى منصور، وبالتالى أين المنطق؟، ومن صاحب وجهة النظر الصحيحة هنا؟
2 - وافق المجلس فى أول جلسة له ومدتها 100 دقيقة على 12 قانونًا، بواقع 7 دقائق لكل قانون، وهى القوانين الأخطر فى السنوات الثلاث الماضية، مثل قانون القضاء العسكرى، وقانون المحكمة الدستورية العليا، ورواتب ومخصصات رئيس الجمهورية، والنشيد والعلم والسلام الوطنى.
3 - فى الجلسة المسائية، تأخر حضور النواب لإقرار القوانين، مما دعا الأمانة العامة إلى النداء فى الميكروفونات الداخلية على الأعضاء للحضور فى القاعة، ولكن كان أغلب الأعضاء مشغولين بالسجل المدنى الجديد فى المجلس، حيث وُجد فريق من السجل المدنى لاستخراج بطاقات شخصية جديدة للنواب، يتم فيها تغيير الوظيفة إلى عضو مجلس نواب.
4 - أكثر قانون جرى رفضه فى الجلسة الأولى كان قانون السجون، بواقع 17 نائبًا، و3 نواب رفضوا النشيد والسلام الوطنى، ونائب واحد رفض قانون المحكمة الدستورية العليا.
5 - رغم أن جلسة تمرير القوانين هى الجلسة الأولى التى تم فيها استخدام التصويت الإلكترونى بعد سنوات طويلة من التصويت اليدوى، فإن تجربة التصويت فشلت فى أول تجربة، وتعطل نظام التصويت لدقائق، ثم عمل بعد ذلك، وحتى بعد أن عمل، وقع خطأ محاسبى بنظام التصويت الإلكترونى أظهر عدد نواب المجلس 693 وليس 596 عضوًا.
6 - رغم الشعارات القوية لائتلاف «دعم مصر» فى الانتخابات البرلمانية والمؤتمرات الصحفية من أنه ليس ائتلاف الدولة، وأنه ائتلاف الشعب وسيقف إلى جوار المواطن، غير أن اللواء سامح سيف اليزل أصدر تصريحًا صحفيًا بأن الائتلاف سيصوت مع قانون الخدمة المدنية وليس ضده، وبالتالى يعد موقف «فى حب مصر» هو أول اختبار حقيقى للائتلاف، هل هو مع الدولة أم ضدها؟
7 - بمناسبة الوقت الذى يتخذه كل عضو فى التصويت الإلكترونى، دار حوار فى الجلسة بين النواب ورئيس المجلس عن تأخر النواب فى التصويت، لدرجة أن رئيس المجلس الدكتور على عبدالعال، قال لهم «نصف دقيقة أثناء التصويت كتير.. أنتم تدربتم على التصويت فيما قبل».
8 - أخيرا، جلسة التصويت وتمرير القرارات، شهدت للمرة الأولى، جلوس 4 من أصحاب الفكر المختلف فى مقعد واحد، وهم: محمد أنور السادات، وعبدالرحيم على، وخالد يوسف، والسيد عبدالعال، واللافت أيضا أنهم جلسوا فى مقاعد خلف مقاعد حزب النور.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة